للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من جدة، فلما وصل القائد التركي أظهر أنه جاء للتفاهم مع أمير حرب في أمور الأمن فعسكر في الدف ثم استضاف عند العسوم فأخذوا يتزاورون حتى اطمأن ابن عسم، كان الشيخ رومي (١) وكان مستشاره ابن عمه نافع، وفي إحدى زياراتهم لقائد القوة التركية ألقى القبض عليهما وقطع رأسيهما.

وفي ذلك يقول الشاعر الشعبي:

الأيام دَوْلة دالت بالعسوم … دالت بالعسوم وصفوف أولاتِ

ما عَيَّنْت نافع ما عَيَّنت رومي (٢) … ما عَيَّنْت نافع وصفوف أولاتِ

وينتقد شاعر زبيد سكوت البلادية والعزرة على قتل العسوم فيقول:

إن البلادي والعزيري غلمة (٣) … عهدي بهم يثنون في وقت اللزوم

العام دقوا زيرهم من أجل حرمة (٤) … واليوم ما دقوه من أجل العسوم

[٢ - يوم غيب سقام]

في عام ١٢٢٧ هـ كان النزاع في وادي الصفراء وما حوله على أشد بين القوتين المصرية والسعودية، وكان ابن مضيان - أمير مروح في ذلك الحين - مواليًا لآل سعود بينما كانت قبيلة الأحامدة ضدهم، فقاد مسعود بن مضيان جيشًا من حرب وبعض أهل نجد فدخلوا غيب سقام في جبل الفقرة مما يلي رحقان فصدهم جمع الأحامدة، وكان فيهم رجل اسمه مسلّم الحساني، فقال:

واداري اللي في حراج السوم … زبونها من ينزل الميدان

إن كان ما شريت نهار اليوم … علم الخطأ، غدوا بها العدوان


(١) كان لمصر بعض السيادة على السودان، وبعد حرب (١٩٤٨ م) مع اليهود الغادرين انضمت مدينة غزة لمصر
(٢) ما عينت هنا: رثاء يعني أرأيت ما حل بهم.
(٣) كلمة مدح يقصد بها: عصبة ممتازة.
(٤) يقصد وقائع المجللة.

<<  <  ج: ص:  >  >>