للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أرض اليمن، فأقبلا حُجَّاجَّا، فدخلا الكعبة، فوجدا غفلة من الناس وخلوة في البيت ففجر بها في البيت، فمسخا، فأصبحوا فوجدوهما مسخين، فأخرجوهما فوضعوهما، فعبدتهما خُزاعةُ وقُريش ومن حجَّ البيت بعد من العرب (١).

بالإضافة إلى عبادة الأصنام في الجاهلية عند قبائل العرب ومنها قبيلة خزاعة فكانت بنو مليح من خزاعة، وهم رهط طلحة الطلحات يعبدون الجن (٢).

فلم تزل هذه الأصنام تعبد حتى بعث اللَّه النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فأمر بهدمها (٣) وانطوت صفحة من الضياع في تاريخهم.

رؤيا النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-:

عن أبي صالح عن ابن عباس قال: قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: رفعت لي النار فرأيت عَمْرًا رجلا قصيرًا أحمر أزرق يجر قصبه في النار. قلت: من هذا؟ قيل: هذا عمرو بن لُحَيَّ، أول من بحر البحيرة، ووصل الوصيلة، وسيب السائبة، وحمى الحامي، وغير دين إبراهيم، ودعا العرب إلى عبادة الأوثان.

قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: أشبه بنيه به قَطَنُ بن عبد العُزَّى. فوثب قَطَنٌ فقال: يا رسول اللَّه أيضرني شبهه شيئًا؟ قال: لا أنت مسلم وهو كافر (٤).

ولقد جاءت روايات تاريخية كثيرة حول عمرو بن لُحُيَّ وديانته، ولقد ذكر في نشوة الطرب (٥) "وكان عمرو بن لُحَيِّ حي غلبت خُزاعة على الحرم قد جعلته ربًا لا يبتدع بدعة إلا اتخذوها شريعة وربما كان ينحر في الموسم عشرة آلاف بدنة (٦)، ويكسو عشرة آلاف ثوب، وكان يلت السويق (٧) على صخرة اللات (٨)،


(١) كتاب الأصنام/ ٩.
(٢) كتاب الأصنام/ ٣٤.
(٣) كتاب الأصنام/ ٥٧، ٥٨.
(٤) كتاب الأصنام/ ٥٨.
(٥) نشوة الطرب ١/ ٢١٢.
(٦) البدنة من الإبل والبقر كالأضحية من الغنم تهدى إلى مكة.
(٧) السويق: طعام يتخذ من مدقوق الحنطة والشعير.
(٨) اللات: ربة وثنية عبدت في بعض أنحاء جزيرة العرب في الجاهلية وقد مثلت بعدة أشكال منها الشكل الذى ذكره ابن الكلبي وهو الصخرة المربعة البيضاء وكانت في الطائف.

<<  <  ج: ص:  >  >>