وكانوا وثنيين، وأسلم بعضهم على يد عقبة بن نافع، ولم يعمهم الإسلام إلى القرن الثالث، ولكنه إسلام اسمي، ولم يأخذوا به حقيقة وعملا إلا في القرن الخامس على يد عبد الله بن ياسين الجزولي.
وكان منهم أمراء، ولهم في جهاد السودان مواقف، ثم ظهرت منهم دولة المرابطين دولة الدين والعدل، وذهبت على يد الموحدين، وبقايا الملثمين يعرفون اليوم بالتوارق، ومر علينا بالأغواط سنة ١٣٤٨ بعض رؤسائهم، فرأينا لثامهم على ما وصف به أسلافهم.
كُتامة وزواوة:
يميل ابن خلدون إلى أن زواوة بطن من كتامة، فرأينا جمعهما في فصل، فأما كتامة فشعب عظيم، كانوا من لدن الفتح معتزين بكثرتهم لا يسومهم الأمراء بهضيمة إلى أن ظهرت الرافضية بالمغرب، فدانوا بها، وملكوا المغرب باسم بني عبيد ثم مصر والشام واختطوا القاهرة، ولهم بها حارة مضافة إليهم ذكرها السخاوي في تحفة الأحباب، وظهر منهم أمراء عظام مثل حباسة بن يوسف أمير برقة وقائد الأساطيل العبيدية، والحسن بن أبي خنزير أمير صقلية، وماكنون بن ضبارة أمير طرابلس، وجعفر بن فلاح أمير الشام وفاتحه، وبني لقمان أمراء قابس وفي أحدهم يقول الشاعر:
لولا ابن لقمان حليف الندى … سل على قابس سيف الردى
ثم انتقل الأمر من أيديهم إلى صنهاجة، وجاء الهلاليون فساكنوهم في كثير من النواحي مثل عنابة وقالمة وجنوب قسنطينة، ففارقهم المُلك وأكلتهم الأوطان وبقيت منهم بقايا ذات سيادة بوطنها في العصر البربري، حتى استولت عليهم مصمودة والحفصيون، وانتقل بعضهم إلى المغرب الأقصى ونزل فريق منهم نواحي دلس من وطن زواوة.