- عشيرة الطيور: كان شيخهم عمار التايب بن محمد بن حسن بن نايل بن منصور من بزيق من فايد، وكان عمار فارسًا مقدامًا ومحاربًا عظيمًا وخاض حروبًا كبيرة انتصر فيها على قبيلة الجبراري وعلى قبيلة أولاد علي، وعند وفاته حزنت عليه جميع العربان وتألمت لفقدانه جميع القبائل في القطر المصري، وقد قُتل عمَّار التايب في إحدى المعارك بين الفوائد والجملة المنضمين للجوازي، وكان يخشاه جميع الفرسان من كافة القبائل، لدرجة أن قاتله تزيَّا في زي امرأة واستطاع أن يقترب من عمَّار وأن يُصَوِّب له النار، وقيل: ضربه بالحربة وقد قتل الحصان الذي يركبه أيضًا، وقد ثأر أخوه منصور من قبيلة الجملة وقيل أنه أسرف في القتل حتى بلغوا أربعة عشر رجلًا، ثم قال بعد قتلهم عمَّار التايب: عليكم دين وهادول سدوا في الفرس!! أي أن دم عمَّار لم ينته والقتلى وفوا فقط في حصان أخيه، وقيل أن فليوغة ضاربة أو قارعة الطبول بكت عليه ولم تبك أحدًا طول حياتها وصار مثلًا عند ذكر عمَّار التايب الفوايدي فيقال: اللِّي فيلوغة عليه بكت؛ كما قالت فيه حبق ضاربة الطبل للجوازي قبل موته وكانت عدوته قالت عندما قتل محجوب كيشار من عائدة مطيريد: انده يا طار وتول عمّار اللِّي غايب ما هو حاضر حمل البرور أن فرغ صر ثلاثة قصور عليه أن يجد خبر. ومحجوب كيشار من الفوايد وقُتل من أولاد علي، وقد أخذ عمَّار التايب بثأر عمَّار كيشار، وقالت فيلوغة (١) عنه: وين صهرون في الليل الرايات للتايب عمَّار، وقد أنجب عمَّار التايب محجوبا الذي أنجب مهديا وكان الأخير فارسًا عظيمًا وصورة طبق الأصل من جده عمَّار، وقال عنه شاعر بدوي:
(١) فيلوغة امرأة من الفوايد تقرع الطبل وقت القتال لتحمِّس الرجال في حومة الوغى، وكانت من أشهر النساء في دق الطبول، وكانت تقول الكلام المنظوم عن الفرسان والأبطال، وفيلوغة تعتبر امرأة حديدية لأن حياتها كانت دائمًا في لهيب الصدام بين الرجال، ولا تسمع سوى قعقعة السيوف وطلقات البارود، ولا ترى إلا والرءوس تطير والدماء تسيل والجثث تتناثر تحت حوافر الخيول!!.