الرغم من اختلاطهم بغيرهم من الشعوب نتيجة التطورات الحضارية وحاجة الناس إلى العمالة واستقدامهم للرجال والنساء من بلدان مختلفة عربية وغير عربية وقيل الشروع في التفاصيل عن هذه القبائل العريقة في النسب والعظيمة في الحسب يجدر بنا أن نقدم نبذة عن منازل هذه القبيلة في السراة وتهامة وما والاها.
[بلاد زهران الموقع والحدود والأقسام]
تقع بلاد زهران في أواسط جبال السروات الجنوبية الغربية وما والاها وهي واسعة الأرجاء مترامية الأطراف متباعدة الجوانب ترتبط في وقتنا الحاضر إداريًا بمنطقة الباحة وتقع بين بلاد بني مالك في الشمال، وبلاد غامد في الجنوب من الجنوب الشرقي، وغربًا ناحية تهامة ديار بني حسن وذوي بركات، وهما من الأشراف وفي الجنوب الغربي ديار زبيد غير أنها تمتد في منحدرات جبال السراة الغربية، وفي تهامة قسم من جبال شدا الغربية وسهل يمتد بمحاذاة الليث شرقا يعرف بتهامة رهران. كما أنها تمتد امتدادًا واسعًا في الجهة الغربية إلى الغور وهو السهل الساحلي ناحية دوقة. وجميع أودية دوقة تصب في البحر الأحمر، وقديمًا كان يسمى مرفأ دوقة إلا أنه لا يوجد لدوقة مرفأ على البحر الأحمر بالمعنى الصحيح، وإذا أمعنا النظر في جغرافيتها وأهم مناطقها ومدنها وقراها فهي تنقسم إلى أقسام أبرزها ما يلي:
[١ - القسم الأول من بلاد بني زهران]
المنطقة الواقعة على مرتفعات جبال السراة الغربية الجنوبية، وتمتد من جبال بيضان الموالية لبلاد غامد في الجنوب حتى بلاد بني مالك وبالحارث في الشمال وهذه المنطقة ترتفع عن سطح البحر بحوالي ٢٥٠٠ م تقريبًا. ومناخها بارد رطب في الشتاء ومعتدل في الصيف وهذا الجزء من بلاد زهران يشتمل على كثير من المدن والقرى ومعظم قراها على سفوح الجبال المرتفعة، أما أوديتها فأكثرها مزارع وأرضها خصبة، ويتميز هذا القسم من بلاد زهران بجمال الطبيعة من: جبال شاهقة، وغابات كثيفة، وأراضي خضراء إنها بحق من المصايف الجميلة والمنتزهات الوارفة الظليلة، وتقع معظم المدن الرئيسية على الخط العمومي المتجه من الطائف إلى الباحة عبر سلسلة جبال السراة الجنوبية الغربية مارًا ببلاد بني سعد وميسان في