قال وأنشدني عبد الواحد بن سليمان الخوفي من فهم ولم يُسم قائلها. وقال ثم أنشدتني الدعية للفهمي:
ألم تعلمي يا أملح الناس أنني … محب وإن آيستني من نوالك
[٣ - ما قاله أبو العباس أحمد القلقشندي في نهاية الأرب]
قال: بنو فهم: بطن من قيس عيلان من العدنانية.
ذكرهم القضاعي في خطط مصر وقال: إنهم اختطوا بها أرضًا.
قلت: ومن بني فهم هؤلاء: الإمام الكبير الليث من بني سعد الفهميين، رفع الشافعي -رضي اللَّه عنه- مقامه في الذكر ورجحه في الفضل ثم قال: ولكن ضيعه أصحابه. وكان له من جزالة العلم ضخامة المال، وكان لا يبقي منه على شيء، لغلبة الجود والسخاء عليه. وقد ذكر ابن خلكان في تاريخه أنه من أصبهان، ثم قال: ويقال إنه من قلقشندة وهي قرية من أعمال القليوبية بالديار المصرية وبها بنو بدر بن عدي من فزارة الذين ينتمي إليهم القلقشندي صاحب نهاية الأرب.
وذكر القضاعي في خططه: أن الليث كانت داره بقلقشندة، فهدمها ابن عمه عبد الملك بن رفاعة، أمير مصر يومئذ عنادًا له، فعمرها الليث فهدمها، فلم كان في الثالثة بينما الليث نائم وإذا بهاتف يهتف به: قم يا ليث {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (٥)} [القصص].
فأصبح ابن رفاعة وقد أصابه فالج، فأوصى إلى الليث، وبقى ثلاثًا ومات.
٤ - ما قاله فؤاد حمزة في قلب جزيرة العرب عن فهم (١):
قال: قبيلة فهم تقع ديارها بين ثقيف شمالًا والجحادلة غربًا في بلاد الحجاز بالمملكة العربية السعودية، وهي قبيلة قليلة العدد تعمل في رعي الماشية والإبل، وأنسابها من أصرح الأنساب وأقربها إلى قريش.
(١) انظر قلب جزيرة العرب - (طبعة ١٣٨٨ هـ/ ١٩٦٨) - مكتبة النصر الحديثة (الرياض) - ص ١٩٥.