أنا إلى كثرت لشاوير مشاير:
اجتمع بعض كبار قحطان في أمر ما ولم يدعو شالحا، فاغضب ذلك شالح وقرر الرحيل (١) وقال هذه القصيدة:
انا لي كثترت لشاوير ماشير … وحلفت ماتي برز ما دعاني
وانا صديقه في ليالي المعاسير … والا الرخا كل يسد بمكاني
وشوري ليا هجت توالي المظاهير … شلفا عليها رايب الدم قني
شلفا معودها لجدع المشاهير … يوم السبايا كنها الديد حاني
ماني بخبل ما يعرف المعايير … قدني على قطع الفرج مرجعاني
ان سندوا حذرت يم الجوافير … وإن حدروا سندت لمريغاني
تاخذ بخيران المريبخ مسايير … وما دبر المولى على العبد كاني
[ذيب وبداية فروسيته]
أثناء وجود شالح مع الدواسر أغار عليهم فرسان عتيبة، وكان عمر ذيب حينها حوالي أربعة عشر عامًا، وكان والده قد أعد له جوادا من الخيل ودربه على فنون القتال لأنه يعلق عليه أمالا كبارا.
وكان الدواسر قد لحقوا القوم المغيرين وردوا إبلهم ومعهم ابن جارهم الصغير ذيب، والذي دفع جواده نحو فارس من فرسان عتيبة كان في مؤخرة قومه فلكزه ورماه عن جواده وأخذه ذيب غنيمة والتي اتضح أنه لا يعدلها شيء من خيل عتيبة وربما في نجد أيضًا.
وعندما علم بها الأمير محمد بن سعود بن فيصل، ومحمد بن رشيد أمير حائل أرسل كل منهما رسله لطلبها من شالح، ولكنه اعتذر للرسل وقال القصيدة التالية:
يا سابقي كثرت علوم العرب فيك … علوم الملوك من أول ثم تالي
لا ني بالبايع ولاني بمهديك … وأنا اللي استاهل هدو كل غالي
(١) نزل على قبيلة الدواسر الذي أعزوه وأكرموه.