وأخذ منهم زكاة لهذه السنة وزكاة العام الفائتة، وأخذ منهم النكال على كل إبل ناقة، ثم قفل راجعًا إلى وطنه، وأذن لأهل النواحي بالقفول، وفي هذه السنة أيضًا غزا من الرياض وأغار على آل حسن من الدواسر وهم في أرض الخرج فأخذهم، وأغار على عرب من قحطان عند الخرج.
تفرُّق وتشتت بنو هُتيْم في الجزيرة العربية وخارجها
بعد السرد التاريخي الذي تقدم في إثبات عراقة وصراحة نسب عرب هُتيم إلى العدنانية من بني كلاب من عامر بن صعصعة من هوازن من قيس عيلان من مضر، يجدر بنا أن نؤكد أن هذه القبيلة الكلابية بعد أن ضعفت وتعرضت للجور والحيف من حاكم وأمير عسير - من أمراء الدولة العباسية - عام ٤٢٠ هـ، تفرقت من بلادها الأصلية في الخرمة ونواحي رنية وما صاقبها من البلاد إلى بعض جهات عسير واليمن والشام ومصر، وبعض فروعها دخل يحتمي بقبائل قوية في الجزيرة العربية وحسب منها بمرور الزمن.
وقد ادعى بعض الكُتَّاب والنسابين في العصور المتأخرة أن بعض قبائل من قيس عيلان المُضَرية أو قبائل من كلب القُضَاعية أو غيرها من القحطانية أنها من بني هُتيم بن عوف - خطأ -.
ووهم من ظن ذلك في بعض القبائل المعروفة المنشأ؛ لأن الظن لا يغني من الحق شيئًا، وإن الله حق لا يستحيي من الحق.
حقا، فقد ضعفت بنو كلب في ديارها بعد هجرة الغالبية العظمى منها إلى بلاد الأناضول وصقلية ومصر وبلاد المغرب العربي، وذلك بسبب العداء المستحكم بينها وبين العباسيين؛ لأن هذه القبيلة العتيدة كانت الساعد الأول في قوة الأمويين أعدائهم، مما أدى بهذه القبيلة أن تكون عرضة للنفور والازدراء بعد ذمها ووصفها بالشذوذ والخيانة من قبل الخلفاء العباسيين، مما كان له أكبر الأثر على طوائف المجتمع القبائلي، بعد أن دُس في الأذهان بالباطل عن هذه القبيلة العريقة؛ الإشاعات المغرضة التي تتهمها بسوء الفعال تارة وتطعن في أصولها تارة أخرى، وقد نتج عن ذلك كله أن ضُربت على بقايا كلب مقاطعة جائرة واعتُبرت من هُتيم ظُلمًا.