وشتَّان بين هُتيم بن عوف الكلابي العدناني، وبين الشراري الكلبي القُضاعي! وقبيلة الشرارات من بني كلب هي قبيلة عريقة وكريمة، وهي جزء عزيز من أمتنا العربية المجيدة.
وقد ظلت بقايا قليلة من أعراب كلب في ديارها المعروفة في بلاد الجوف ووادي السرحان بمشارف الشام بأقصى شمال الجزيرة العربية - المملكة العربية السعودية - ولم تندثر، ورجح المحققون أن اسم كلب قد تغير إلى الشرارات بعد أن نزحت الكثرة الكاثرة من هذه القبيلة الضخمة في عهد الخلفاء العباسيين على مراحل زمنية، وقد استمر إلى نهاية القرن السابع الهجري.
كما يؤكد محققو ونسابو الشرارات أن هذا الاسم مأخوذ من شرار بن سلمان بن هلال بن مكلب، وكان أحد أجدادهم ومن الرجالات البارزين في كلب بن وبرة.
ولنا هنا وقفة لنؤكد تشتت بني هُتيم بن عوف من بني كلاب وتفرقهم في بلاد العرب ودخول البعض منهم في قبائل عدنانية وقحطانية مشهورة، ودحض دعوى هؤلاء النسابين والمؤرخين الذين ذكروا في مصنفاتهم بإسناد ركيك وخاطئ من النقل عن بعض العوام الجهلاء من أعراب الجزيرة العربية وغيرها من الحاقدين على بعض قبائل قيس عيلان ومثلها كلب لما جرى معها من حروب وضغائن قديمة معروفة في التواريخ يطول سردها.
وللأسف لم يؤكد مؤرخ حتى الآن الحقيقة عن نسب هُتيم الحقيقي لبني كلاب كما تقدم من وجود نصوص صريحة وقديمة تؤكد ذلك النسب الدي لا ريب فيه، وأقول، إن هذا دليل واضح على خطأ جسيم وقع فيه هؤلاء المؤرخين والنسابين؛ لادعائهم على قبائل عديدة بأنها من هُتيم بدون تمحيص ولا تدقيق، وهذا قد أوجد خلطًا في الأنساب وظلمًا في الأحساب العريقة المعروفة.
كما يدل أيضًا على تناقض وجهل مطبق من بعض هؤلاء الكُتَّاب واستخفافهم بعقول الناس فترة طويلة دات عدة قرون من الزمان.
وأقول هنا بصرف النظر عن النصوص العديدة التي أبرزناها سالفًا لايضاح نسب بني هُتيم بعيدًا عن قبائل قيسية معروفة أو بعيدًا عن قبائل من كلب مشهورة، أتساءل