نسب قُضَاعة ووجه الخلاف فيه بين العلماء والنسابين القدامى
أولًا - رأي جمهرة العلماء:
وما قد أجمع عليه غالب النسابين العرب في أنه قُضَاعة بن مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بن مالك بن حمْيَر بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، أي أن قُضَاعة من حمْيَر القحطانية من بلاد اليمن، وهذا هو المشهور عن قُضَاعة وما اتفق عليه أغلب النسابين ومنهم الكَلْبي وابن إسحاق وطائفة معهم من كبار النسابين والمؤرخين نذكر منهم: ابن خلدون، والقلقشندي، والسويدي.
وفي تاريخ العبر لعبد الرحمن بن خلدون في أن نسب قُضَاعة لحمْيَر القحطانية قد احتج لما ورد في رواية ابن لهيعة عن عُقبة بن عامر الجهنى قال: يا رسول الله ممن نحن؟ قال - صلى الله عليه وسلم - أنتم من قُضَاعة بن مالك.
وقد قال عمرو بن مرَّة أحد صحابة النبي - صلى الله عليه وسلم -:
نحن بنو الشيخ الهجان الأزهر … قُضَاعة بن مالك بن حِمْيَر
النسب المعروف غير المُنْكَر
ثانيًا - الرأي المؤيد في أن قُضَاعة عدنانية:
هناك رأي زعمه بعض نسابة مُضَر العدنانية كما ذكر ابن منظور والجوهري في أنه قُضَاعة بن معْد بن عدنان من ولد إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، وقد أيد ذلك بعض المؤرخين مثل ابن البر، وجرجي زيدان، وقد ذكر هؤلاء حجة بأن قبائل قُضَاعة كانت دومًا إلى جاذب العدنانية ضد القحطانية أو تلزم الحياد، وقد كانت قُضَاعة بفرسانها مع بني ربيعَة وبني مُضَر تحت قيادة كُلْيب التَغْلبي من ربيعة العدنانية وذلك في موقعة خزازى التي كانت بين العدنانية والقحطانية، وقد انتصر فيها بني عدنان على عرب اليمن، وبعد هذه المعركة انتهت سيطرة ملوك اليمن على بني عدنان إلى الأبد كما احتج أيضًا بحديث عن هشام بن عروة عن عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال قُضاعة هو ابن معد بن عدنان وكان بكر أبيه وأكبرهم وبه كان يُكَنْى أي يقال له (أبا قضاعة).