ورد في مصورة الدليل الشامل للمسميات في فيفاء ما يأتي:
لقد كانت فيفاء قبل عدة عاقود من الزمن، وقبل أن يبتكر أهالي المنطقة ما يعرف اليوم بالبرك أي (الخزانات الأرضية) تعاني من النقص الشديد في المياه خاصة إذا ما علمنا أن الأمطار تكاد لا تسقط إلا في فصل الصيف فقط.
ولذا كان على بعض الأهالي في فيقاء أن ينتقلوا هم وما يملكون من مواشي في مواسم شح الأمطار، إلى المناطق القريبة والتي بها الأودية دائمة الجريان، ولذلك كان يتحتم عليهم البقاء بجوار تلك الأودية إلى أن تسقط الأمطار على ديارهم.
ومن هنا بدأت لديهم فكرة حفر الآبار للاستفادة منها والراحة من عناء ووعثاء التنقل والسفر ومن هنا بدأ أهالي المنطقة في حفر الآبار وقد حافرت آبار كثيرة في وقت قصير بالرغم من المشقة الشديدة التي تواجههم في حفر تلك الآبار خاصة وأن أدوات الحفر التي كانوا يستخدمونها لحفر الآبار كانت بدائية جدًا، كما أنه من المعلوم لدى الجميع مدى البعد والتعمق في حفر الآبار حتى نستطيع الوصول إلى مستوى المياه الجوفية. ثم يستمر صاحب هذا الدليل الشامل لمسميات فيفاء في سرد وصف هذه الآبار فيقول:
بالرغم من كل ذلك العناء الذي كانوا يعانونه في حفر تلك الآبار وفي سبيل الحصول على قطرة الماء حفرت مئات الآبار على مستوى جبال فيفاء كلها، وأصبح لدى كل قبيلة من قبائل فيفاء عشرات الآبار، والآن وبعد عشرات السنين من حفر تلك الآبار لم يعد في جبال فيفاء إلا القليل منها، حيث جف الكثير وانطمر بعضها أيضا.
ثم يذكر صاحب هذا الدليل أن السبب في ذلك يعود لاستغناء أهالي جبال فيفاء عن تلك الآبار حيث إنهم قد ابتكروا طريقة جديدة للحصول على المياه وما تلك الطريقة إلا ما يسمى بالبرك، وهي خزانات أرضية بجانب كل بيت قاموا