للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جُذام

جُذام: بضم الجيم هو عمرو بن عدي، والنسبة إلى قبيلة جُذام جُذامي، والجُذام هو مرض معروف قيل أن عمرو بن عدي دُعي بهذا المرض لإصابته به، وقيل أنه من الجذم وهو القطع والله أعلم.

والراجح عند جمهرة العلماء أن جُذامًا (١) من القحطانية ببلاد اليمن وهو: جُذام (عمرو) بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.

ولجُذام ولدان هما حرام وجُشم، وكانت بطون جُذام تنزل بحسْمى وجبالها ومساكنها من أرض مدين إلى تبوك إلى أذرح، وكان منها فخوذًا في طبرية ونواحي عكا بفلسطين الشام، وجُذام أول من سكنوا مصر بعد فتح العرب لها على يد عمرو بن العاص - رضي الله عنه، وكان منهم قوم في الإسكندرية ذي قوة وعدد وأهل شجاعة وإقدام وضرب بالسيف ورشق بالسهام، وصار أغلبهم في الحوف في شرق الدلتا بمصر عام ٨٠٣ هجري، وكانوا مع لَخْم أبناء عمومتهم من اكبر أنداد قبائل قيس عيلان في تلك المناطق من الديار المصرية.

وقيل رأي لبعض النسابة أن جُذاما من مَدْين ابن الخليل إبراهيم أو هم بقايا بني مدين في ديارهم غرب تبوك، وقد استشهد هؤلاء النسَّابة بحديث النبي - صلى الله عليه وسلم - لوفد جُذام عام ٧ هجري عندما قال لهم: "مرحبًا بقوم شعيب وأصهار موسى"، وشعيب (٢) هو من مدين كما هو مذكور في القرآن الكريم ولا تزال آثار لبني مدين في نواحي البدع بشمال المملكة العربية السعودية تسمى "مغاير النبي شعيب".


(١) زعم نسابة مُضَر العدنانية أن جُذام من مُضَر، وزعم روح بن زنباع الجُذامي وقد تولى فلسطين في عهد معاوية أن جُذام من مُضر العدنانية، ولكن نائل بن قيس زعيم جُذام الثاني عارض قول روح بن زنباع وشاتمه وحاطب يزيد بن معاوية وقال له: إننا لا نقر أبدا بما قاله روح ونحن قوم من قحطان، وساعده شاعر من (عاملة) وهي قبيلة مثل لَخْم قريبة النسب لجُذام وكان اسم هذا الشاعر: عدي بن الرقاع.
(٢) وذكر جمهرة الباحثون أن شعيبا كان أحد بني وائل جُذام، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا يموت المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام بعد نزوله في أرض الميعاد بالشام إلا بعد أن يتزوج في جُذام ويولد له. وهذا في آخر الزمان طبعًا وهي من علامات الساعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>