للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والله إنك مشاغب ولكن لن تفلت منا!.

وعاد الحربي ينظر ما جرى لخويه ويتشفى منه وهو يتذكر قضم البصل ويتذكر دموعه وتهكم رفيقه منه.

وهنا أدرك الشمري الغلب ففاضت عيناه دمعًا حقيقيًا. وبدلًا من أن يرق رفيقه لحاله ويعتقه أعاد عليه جملته القاسية: علامك يا بعد حيي؟ عسى ما جاك من أهلك خب (١).

فبئس الرفقة من كلا الرجلين، بالرغم من أن البادي أظلم غير أنه (من عفا وأصلح فأجره على الله).

فائت:

يوم فج الرحا: بين هُذَيْل وحَرْب، في عهد علي باشا الذي خلف عون الرفيق. وكانت فيه مقتلة عظيمة، ودارت الدائرة على هُذَيْل (٢)، وقد أنجدت خزاعة حربًا للحلف الذي بينهما، وذلك أنهم حملوا لهم الماء من دف خزاعة الذي يبعد عن مكان الموقعة أكيال على الجمال، فصمدت حرب فانكشف الهذليون.

[أيام متفرقة]

[١ - قتل العسوم بخليص وكسر شوكتهم]

بعد المجللة استفحل أمر العسوم (من حرب) حتى أصبحوا يستطيعون قفل الطريق بين مكة والمدينة، وربما قاموا بذلك لأتفه الأسباب، فأرسلت لهم حملة


(١) رواية حمدي أبو قرون الهذلي، من أهل نعمان.
(٢) رومي هذا غير رومي الذي قتل سنة ٨٧٣ هـ. ورومي يتردد كثيرًا في أسماء العسوم.

<<  <  ج: ص:  >  >>