للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجاء في كتاب من اسمه عمرو (١) من الشعراء رواية ثانية تقول: أخبرنا أبو بكر بن أبي خيثمة، عن أبي عبد الرحمن الغلابي عن علي بن صالح، عن ابن داب قال: كان أول عاشق في العرب، صدق في عشقه، عمرو بن عبد مناة، وكان مذكورًا بحسن الحديث وجودة الشعر، فرأى ليلى ابنة عُيينة الخُزاعية تجتازُ إلى بيت لها فعشقها، وهام حتى كان النوم قد امتنع عليه إلا بحيث يرى بيوت أهلها وفي ذلك يقول:

أُوَسَّدُ أَحْجَارًا وَدَقْعاءَ نَائِمًا … مَبِيتَ عَسيف الحيِّ غيرِ المُكَرَّمِ

أرَى بَيْتَ لَيْلَى حينَ أُغْلِقَ بَابُهُ … أَلَذَّ وأَشهَى من مِهَادٍ مُقَرَّمِ

وليلى كانت متزوجة، مما دفع زوجها الذي كان يحبها ويغار عليها إلا أن يقتل عمرًا الخزاعي، وبذلك أنهى الحب حياة الشاعر.

عمرو (*) المتنكب الخزاعي

هو عمرو بن جابر بن كعب من بني عدي بن عمرو.

شاعر قديم، لقب بالمتنكب لقوله:

تنكبْتُ للْحَربِ العَضوضِ التي أَرَى … ألا مَنْ يُحارَب قَومهُ يَتنكَّبِ (٢)

هذا في رواية ابن دريد وأبي العباس الأحول. وقال الهيثم بن عدي ولقيط: سُميّ بذلك لقوله:

فإن يَخْرجُوا في الحَربِ أَفْرَحْ بِخَرْجهمْ … وإن يَنكبُوا يومًا من الدهرِ أَنكُبِ (٣)

وذكر محمد بن الهيثم عن أبيه أنه سمي المتنكب لقوله:

فَإنْ يَخْرُجُوا في القومِ أَفْرَحْ بِخَرْجِهِم … وأن يَنْكُثُوا يَوْمًا من الدَّهْرِ أَنكُثِ (٤)


(١) من اسمه عمرو من الشعراء (ص ٧٨).
(*) معجم الشعراء/ ٥٦ ومن اسمه عمرو من الشعراء ص ٧٨.
(٢) الحرب العضوض: الشديدة الضروس. نكب: المَنْكِبُ: مجتمع رأس الكتف والعضد، أو ما بين الكتف والعنق. المنكبية: ما يوضع على الكتف في الكسوة العسكرية. وتنكب بارودته أو قوسه: ألقاها على منكبيه.
(٣) النكبة: المصيبة، ونكبة الدهر نكبًا ونكبًا: أصابه بنكبة.
(٤) من اسمه عمرو من الشعراء ص ٧٨، وروي أيضًا (فإن يخرجوني. . .).

<<  <  ج: ص:  >  >>