للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما قاله مبارك بن محمد الهلالي الميلي (١) عن نزوح الهلاليين إلى المغرب

جاء العرب أولا إلى المغرب فاتحين منظمين معمرين (بالمعنى اللغوي لا السياسي المستعمل اليوم) مقتصرين على سكنى المدن غير مزاحمين للبربر في أراضيهم، وتمرن البربر على عهدهم في الشؤون الدولية حتى تبوأوا المناصب العالية أيام العبيديين فلحق كثير من العرب بالمشرق، ومن بقي منهم بقي خاملا.

فالعبيديون هم الذين أخرجوا العرب من المغرب، ثم كانوا هم الذين أعادوهم إليه لما نبذ الصنهاجيون طاعتهم، لكن هؤلاء العرب جاءوا منتقمين من البربر مزاحمين لهم في أوطانهم لا في سلطانهم.

وهؤلاء العرب هم بنو سُلَيْم وبنو هلال وأحلافهم من جُشَم والخُلَّط والمعقل، وتجتمع هذه القبائل غير المعقل في منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلاق (بالعين المهملة) بن مُضَر. فسُلَيْم هو ابن منصور، يقال أنه كان في أوائل القرن الثالث للميلاد، وجُشَم هو ابن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور، وهلال هو ابن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن، ويقال أنه كان أوائل القرن الخامس للميلاد، والخُلَّط من بني المنتفق بن عامر بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.

وأما المعقل فينسبون أنفسهم إلى جعفر بن أبي طالب، ونسابة بني هلال يعدونهم في بطونهم. قال ابن خلدون: "والأنسب أن يكونوا يمنيين من المعقل واسمه ربيعة إحدى بطون مَذْحِج" ا هـ.

وموطن سُلَيْم فيما بين المدينة وخيبر وتيماء، ومجال هلال في بسائط الطائف إلى جبل غزوان شرقي مكة، وجُشَم حيث هلال وبقية هوازن، وبنو المنتفق بأرض تيماء من نجد، والمعقل بالبحرين. هذه مواطنهم في الجاهلية، وبعد الإسلام حافظوا عليها مع توسعهم في غيرها.


(١) تاريخ الجزائر في القديم والحديث - الجزء الثاني - الناشر مكتبة النهضة الجزائرية.
نُشر هذا الكتاب في الأربعينيات من القرن العشرين أيام الاحتلال الفرنسي للجزائر، ورحم الله مبارك بن محمد الهلالي الذي توفي في ريعان شبابه قبل أن يكمل الجزء الثاني، وكتابه هذا يعد دليلًا لتمسك الجزائر بعروبتها أيام الاستعمار الحالكة.

<<  <  ج: ص:  >  >>