وإلى جانب هذه الجماعات التي انتسبت إلى بني هلال أو إلى أبي زيد؛ نجد وحدات من الحلف الهلالي القديم تنتقل إلى السودان وتحمل كل وحدة منها اسمها الخاص مثل بني سُلَيْم وبني فزارة الذيبن كانوا من حلفاء هلال من البداية، وفي السودان اليوم قبيلة تعرف باسم بني سُلَيْم تنتمي إلى مجموعة البقارة وتعيش على النيل الأبيض من جهة الغرب في أرض كردفان، أما بنو فزارة فقد أطلق النسابون اسمهم على مجموعة تعيش في الجهات الشرقية والوسطى من كردفان وهي تتألف من العشائر الآتية:
دار حامد، وبني جرار، والبزعة، والشنابلة، والمعاليا، وقد عرفت هذه المجموعة باسم فزارة في القرنين الماضيين، أما اليوم فقد انتشر عقدها فصارت وحدات منفصلة كل وحدة تُسمى باسمها الخاص.
وفزارة قبيلة قيسية كان منها بطون في صعيد مصر والوجه البحري، ولا تزال قرى تحمل اسمهم في مصر، ففي الصعيد فزارة التابعة لمديرية جرجا، والفزارية التابعة لمنفلوط وغيرها.
ويبدو من دراسة المجموعة الفزارية في السودان أن لبعضها - على الأقل - صلة ببني هلال، ففي روايات دار حامد أن جدهم حامدًا حين قدم إلى غرب السودان لقي أبا زيد الهلالي فاستشاره في المكان الذي يتخذه مقاما له، فأشار عليه بسكنى بقعة معينة في كردفان. والزيادية ينتسبون إلى اليوم لأبي زيد الهلالي.
والبزعة يزعمون أنهم جاءوا أصلا من شمالي إفريقيا، ولا نعرف إن كانوا من الحلف الهلالي الذي جنح إلى المغرب أو كانوا من غيره، وبنو جرار يربطون نسبهم بالبزعة، أما التأثير القصصي للهلالية في السودان، فهو عام في الشرق والغرب، كما قلنا. ويتمثل فيه أبوزيد مغامرًا طوافًا خبيرا بمسالك السودان ومجاهله، بطلا شجاعًا يضرب به المثل فيقال:"فارس هلاله" ويتمثل به الشعراء في مدح أبطالهم، وله قصص في الحب جعلوا مسرحها في السودان، وربط رواة السودان بين أحمد سفيان مؤسس أول سلطنة إسلامية في دارفور، وبين أبي زيد، فزعموا أن أحمد هو أخو أبي زيد وأن أباهما هو الأمير رزق الذي لعب دورًا في قصة أبي زيد الهلالي، وأن رزقا هذا في بعض الروايات هو جد قبائل الرزيقات في غربي السودان وإلى جانب هذا الطابع المحلي في التأثير القصصي، نجد الرواة يعرفون القصة الشائعة في سائر الأقطار العربية، ويقصُّونها في المجالس.