للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٢ - معدن الحفير]

ذكر الهمداني من معادن اليمامة في الديار التي توطنتها بنو عُقَيْل بن كعب في عهده: معدن الحُفَيْر بناحية عماية، وهو معدن ذهب غزير (١). وأضاف الحُفَيْر إلى الضبيب (حافير الضبيب) في موضع آخر (١). وبلاد عُقيل هؤلاء تقع في جنوب نجد، في أسفل الأودية المنحدرة من سراة الحجاز، الواقعة شرق الطائف، بل شرق بلاد بِيْشَة وجهاتها، في نواحي ما يعرف الآن باسم وادي الدَّواسر، الذي يعرف في القديم بعَقِيْق بني عُقَيْل، وعَقِيْق تَمْرَة. وهي بالنسبة لبلاد باهلة تقع جنوبًا بحيث إن بلاد باهلة تبلغ عَمَاية (الحصاة) بقرب بلاد عُقَيْل الذين حالفتهم باهلة منذ العهد الجاهلي بعد قتل ابن المنتشر الباهلي.

على أن صاحب كتاب "بلاد العرب" عَدّ الحفير من معادن اليمامة، وذكر أنه في بلاد باهلة - جاء هذا في مخطوطة لدى الأستاذ زهير الشاويش، فهل الاسم يطلق على أكثر من موضع؟

وينبغي إدراك التقارب في الاسم بين هذا المعدن وبين معدن الحفيرة الآتي ذكره، فقد يكونان واحدًا إذ معدن الحفير هذا -على ما ذكره الهمداني- يقع بناحية عماية، وعلى ما ذكر صاحب كتاب "بلاد العرب" في بلاد باهلة، وهذه البلاد شمال عماية غير بعيدة عنها، وعماية هذه تعرف الآن باسم الحَصَاة، وضعت في المصور الجغرافي باسم (الحوشة) وهما حصاتان: حصاة قَحْطَان، وحصاة (ابن حُوَيْل) وهو من شيوخ قحطان أيضًا، وفي جبل حصاة ابن حُوَيْل توجد آثار معدن، لا يستبعد أن يكون هو معدن الحفير قديمًا، أما الضُّبَيْب الذي أضاف الهمداني إليه الحُفَيْر فقد ذكر أنه من معادن اليمامة التي توطنتها عُقَيْل بن كعب -في عهده (٢) - وذكر في موضع آخر أنه ماء مع في بطن مُنِيم، ويظهر أنْ اسم مُنِيم يطلق على مواضع منها الموضع الذي فيه المياه الأملاح (٢)، وهذا على ما يفهم من تحديد الهمداني يقع شرق عرْض شَمَام وغرب رمال الدّشحي، ومنها موضع أورد ذكره في بيت للقطامي (٢)، وهذا في بلاد الشام أو ما حولها،


(١) "صفة جزيرة العرب" ٢٩٩، ٢٩١.
(٢) "صفة جزيرة العرب": ٢٩٩، ٢٩٣، ٣٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>