والرويضات والجرعية والجزاعية قرب البليخ، الذي يبلغونه ويحتكون فيه بعنزة، وتحدث حينئذ مشاكل بين الرعاة على المراعي والمناهل.
حوادث شمَّر الأخيرة وخلافاتها مع جيرانها:
١ - الخلاف بين شمَّر والفدعان: بعد أن توفي العاصي جد دهام في سنة (١٣٤٣ هـ -١٩٢٥ م) نقض دهام الصلح الذي كان بين شمَّر والفدعان من عنزة، وجهز غزوا كبيرا من جميع شمَّر (الخرصة وسنجارة)، وهاجم الفدعان، فتداخلت السلطة الفرنسية، وأوقفت القتال، وفرضت الصلح على الفريقين في مؤتمر دير الزور سنة (١٣٤٤ هـ - ١٩٢٦ م)، لكن الفتنة نشبت مرة أخرى في سنة (١٣٤٧ هـ -١٩٢٩ م) في أنحاء جبل عبد العزيز بسبب المراعي، فتدخلت القوى والطيارات الفرنسية، وانتهى الصلح في المؤتمر الثاني الذي عقد في دير الزور أيضًا، وساد الوئام من ذلك الحين.
٢ - الخلاف بين شمَّر وعشيرة ميران الكردية: في ربيع سنة (١٣٥٠ هـ - ١٩٣٢ م) قتل قضاء أحد إخوان الشيخ دهام الهادي في صدام حدث بين فرسان من شمَّر الخرصة، وآخرين من أكراد الميران، يقودهم نايف بك ابن مصطفى باشا المستو، ولم تنجح الوساطات في تأدية الدية، إلى حكم نايف بك بالسجن ثمانية أشهر قضاها وخرج، وظلت الحزازت مستمرة بحكم أن المقتول رئيس ووجيه، لا يغسل دمه إلا بالدم، بمقتضى العرف العشائري، على أن أهل الخير كانوا يأملون تسوية هذا الأمر بالحسنى، اعتمادا على الروح الطيبة في الفريقين.
٣ - الخلاف بين شمَّر والعقيدات: في صيف سنة ١٣٦٠ هـ قتل العقيدات صفوق الفيصل ابن عم صفوق بن عجيل (الياور) شيخ شمَّر العراق، في غزوة كان يقودها على العقيدات داخل الحدود الشامية (السورية) التي تخطاها، فحدثت فتن ومعارك كثيرة من جراء هذا القتل، واتسع الخرق، وثأر شمَّر الجزيرة من العقيدات لابن عمهم المقتول، وسلبوا لهم غنما وفيرا، جله لتجار دير الزور، وعقد مؤتمر للصلح في الموصل، قرر المحكمون فيه (قاعدة الحفر والدفن)، لكن هذا الصلح لم يرق للعقيدات، فجددوا غاراتهم على شمَّر العراق؛ ذلك لأن ثلاثة من شيوخ العقيدات، وهم فارس الصياح من الدميم،