للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والشاعر هنا في قصيدته يبين مسير قبائل الأزد ومنها خزاعة، وهو بذلك يثبت الروايات التاريخية التي تتحدث عن نزوح جماعي عن جنات اليمن، وكان ذعرهم أعجلهم بالرحيل خوفًا من مصيبة تحل بهم من جراء انهيار سد مأرب؟

وبعد الفتح الإسلامي، كان شأن خزاعة شأن القبائل العربية الأخرى، توزعت في بلاد ما بين النهرين، ومن ثم إلى بلاد الشام، ومصر حتى وصل بعض رجالاتها مع الجيوش العربية إلى بلاد المغرب.

فهذا مثلا: الشيخ محمد بن عبد الرحمن الأسلمي الخزاعي، ثائر في العصر الأموي بالأندلس أراد الاستقلال بحصن قليوشة (من كورة تدمير) ثم خضع لأمير الجماعة (عبد اللَّه بن محمد الأموي) وجاءه التقليد بالولاية على الحصن، ولما صارت الخلافة (بقرطبة) إلى الناصر عبد الرحمن بن محمد، استمر مدة قصيرة يظهر الطاعة له، ثم جاهر بعصيانه واستعد لحربه وتحصن بحصن (لَقَنْت) فوجه إليه الشاعر جيشًا قتل ابنًا له اسمه عبد الرحمن، وضعف أمره فاستسلم فأقدمه الشاعر إلى قرطبة فتوفي بها عن نحو مائة عام سنة ٣٢٩ هـ (١).

وهكذا كان شأن قبائل العرب في الأندلس وغيرها من الأمصار التناحر على المُلك.

ربُوع خُزاعة في مكة

الرَّبع: المنزل والدار بعينها، والوطن متى كان وبأي مكان كان! وهو مشتق من ذلك، وجمعه أَرْبعٌ ورِباعٌ ورُبُوعٌ وأَرْبَاعٌ. ورَبَع بالمكان يَرْبَعُ رَبْعًا: اطمأَنَّ. والرَّبعُ: المنزل ودار الإقامة، والمحلة (٢).

وبعد شرح معنى الكلمة من لسان العرب، ورد في أخبار مكة بأن لبعض أفراد من قبيلة خُزاعة منازل مشهورة مازالت قائمة في مكة ومعروفة إلى اليوم منها:

دار الأسود بن خلف الخزاعي وهي دار طلحة الطلحات باعها عبد اللَّه بن القاسم بن عبيدة بن خلف الخُزاعي، من جعفر بن يحيى البرمكي بمائة ألف دينار،


(١) المقتبس لأبي حيان - أعلام ٦/ ١٩٠.
(٢) لسان العرب (مادة ربع).

<<  <  ج: ص:  >  >>