يأتي به، فذهب (سعد بن سعد آل شريان) وبحث عنه ووجده يلعب مع الصبية فأتى به، (وكان الطفل قد غلبه النعاس) ورفض تناول العشاء، وحاولوا إقناعه، فقال سعد: يا عبد الرحمن يمكن عاد يحكم عبد العزيز؟ وهو يقولها من باب الطرفة، قال عبد الرحمن:"حن ذا الحين نبغيه يتعشى ما نبغيه يحكم" فقال عبد العزيز: "الحكم واللَّه في ذا الرأس" وأشار إلى رأسه. وبعد أن دخل الملك عبد العزيز الرياض ووحد المملكة، وكان في إحدى غزواته، وكان (سعد بن سعد) رديفًا له على الناقة، وقد تعبا من الركوب والسفر، قال الملك عبد العزيز "يا سعد تعال في محلي (على الشداد) فقال سعد "ماني براكب" فضحك الملك عبد العزيز وقال "لا تظن إني نسيت كلمتك (وذكرها) فضحك سعد بن شريان.
وقال الكاتب قدوي قلعجي:
"وفي جوار آل مرة وقبائل الربع الخالي، حذق عبد العزيز أساليب النزال وفنون القتال، وألف معيشة البدو والشظف والعذاب، والحياة تحت خيمة من جلد الماعز، وغدا سريع الوثبة، رشيق الخطوة، خبيرا بمسالك الصحراء ومواقع المياه وتتبع الأثر وسياسة الإبل، لا يخشى هجير الصيف ولا زمهرير الشتاء، وتعوَّد القناعة ببعض التمر واللبن قوتا يقي من الموت"(١).
[عملية جراحية بدائية]
وقد عاش الملك عبد العزيز -يرحمه اللَّه- حياة بسيطة منذ نشأته، وكان متأقلمًا مع شظف العيش والبداوة والصحراء، وقد ذكر ذلك كثير من المؤرخين والكتَّاب، فقد أورد قدري قلعجي في كتابه هذه القصة التي جرت أحداثها في قبيلة آل مرة، وكان عبد العزيز ممن عاصرها حيث ذكر أن داكوبرت فون ميكوش قال إن ابن سعود روى أنه اضطر في تلك الأيام إلى المساهمة في عملية جراحية خطرة، فقد أصيب أحد أفراد قبيلة المرة بطعنة رمح في معدته أحدثت فيها جرحًا بليغا، وكان الجريح شابًا قويًّا، فحرص أفراد القبيلة على إنقاذ حياته، وأرسلوا
(١) كتاب موعد مع الشجاعة قبس من حياة عبد العزيز آل سعود ص ٧٠.