للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال: "لذا كانت مضارب قبيلة آل مرة عام ١٨٩١ م الملجأ الطبيعي لعبد الرحمن الذي كان يبحث عن ملاذ من آل رشيد المنتصرين، وتوقف آل سعود من الهرب في مكان يقع إلى الجنوب من واحة يبرين".

وأضاف:

لم يقض ذلك الصبي البالغ من العمر ١٥ عامًا، أكثر من سنتين في الصحراء، إذ انتقل عبد العزيز وعائلته عام ١٨٩٣ أو ١٨٩٤ إلى سواحل الخليج العربي وإلى الحياة الأكثر راحة في ميناء الكويت.

دأب ابن سعود في أواخر سني حياته على القول بأن العامين اللذين عاشهما بين المرة كانا الفترة التي استحوذ خلالها على كافة المهارات التي تمكن بفضلها من إرساء قواعد وتشييد المملكة (١).

وقال العلامة حمد الجاسر يرحمه اللَّه:

"إذ إنه عندما كان صغيرًا (يقصد الملك عبد العزيز) وكانت أسرته في المنفى عن الرياض. فقد ألجأه آل شريم، وهم الأمراء الرئيسيون لآل مرة، وكثيرًا كان الملك عبد العزيز يتجول مع البدو من آل مرة في الصحاري الجنوبية، حينما كانت الحظوظ لا تزال تتعثر بآل سعود، وإلى هذه التجربة يرجع الفضل لقصد عظيم من المعلومات التي أخذها الملك عبد العزيز من البدو (٢).

وقال فاسيليف في كتابه: "كانت الشهور التي قضاها عبد الرحمن في التجوال بين قبائل آل مرة، قد هيأت للأمير الشاب إمكانية التضلع في العادات والأخلاق البدوية، وأساليب وحيل العمليات الحربية للرحَّل" (٣) (*).

وفي أثناء وجود عبد الرحمن بن فيصل وأولاده مع آل شريم ولما كان وقت العشاء، فقدوا الطفل (عبد العزيز)، فأمر الأمير (محمد بن شريم) أحدهم أن


(١) كتاب المملكة ص ٤ للمؤلف روبرت كيسي ترجمة دهام العطاونة.
(٢) مجلة العرب للعلامة الشيخ/ حمد الجاسر يرحمه اللَّه.
(٣) كتاب فاسيليف ص ٢٣٨.
(*) لقد طالت إقامة الإمام عبد الرحمن بن فيصل مع آل مرة لسنوات كما أثبت ذلك كبار السن من آل مرة، وليس أشهر كما قال فاسيليف (المؤلف).

<<  <  ج: ص:  >  >>