للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خُفَاف بن عمير السُّلَمي

أحد شعراء بني سُلَيْم المعروفين، وصفه الأصمعي حينما سُئل عنه، وعن عنترة العبسي من غَطَفَان، والزبرقان بن بدر من بني تميم، بقوله: (هؤلاء أشعر الفرسان، ومثلهم عباس بن مِرْدَاس السُّلَمي) ولم يقل أنهم فحول (١).

ولخُفاف ترجمة وافية سبقت لنا في فصل: (صحابة من بني سُلَيْم) اكتفينا بها عن تكرار ترجمته في هذا الفصل، حيث إن في تلك مقطوعات طيبة من شعره.

الفَرَّار السُّلَمي

(حيَّان بن الحكم)، شاعر مخضرم، صحابي، وكان أحد أصحاب راية بني سُلَيْم يوم فتح مكة، وتقدمت ترجمته في فصل: "صحابة من بني سُلَيْم" أيضًا، وله شعر جزل رصين. وقد مكنته شاعريته القوية من أن يُحَسِّنِ (الفِرَارَ) على قبحه حتى حَسْن، قال:

وكتيبة لَبَّسْتُهَا بكتيبةٍ … حتى إذا التبستْ نفضتُ لها يدي

فتركتهم تَقِصُ الرماحُ ظهورَهم … ما بين مقتول وآخر مسند

هل ينفعني أن تقول نساؤهم، … (وقُتِلْتُ دون رجالها) لا تبعد (٢)

ويذكرنا تحسينه للفرار في شعره هذا، بقول الحارث بن هشام حين فرَّ عن أخيه أبي جهل بن هشام، واعتذر عن ذلك في قوله:

الله يعلم ما تركتُ قتالهم … حتى عَلَوْا فرسي بأشقر مُزْبِدِ

وشممتُ ريح الموت من تلقائهم … في مأزق والخيل لَمْ تتبددِ

وعلمت أني إن أقاتل واحدًا … أُقْتَلْ ولا يضررْ عدوي مشهدي

فصدرتُ عنهم والأحبةُ فيهم … طمعًا لهم بعقاب يومٍ مُرْصَدِ


(١) الموشح للمرزباني، ص ١٢٠، طبع دار النهضة، مصر، ١٩٦٥ م.
(٢) العقد الفريد - لابن عبد ربه، ص ١٣٩ و ١٤٠، المجلد الأول، وفي شرح ديوان الحماسة: (ما بين منعفر وآخر مسند)، والمنعفر: الملقي في التراب .. فالمعنى واحد جاء في القاموس المحيط أن المترجم (حبان) - بالباء التحتية الموحّدة -؛ لأنه أورد اسمه في (مادة حب).

<<  <  ج: ص:  >  >>