للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويروى أنه أول شعر قاله (١).

شخصية كُثَيِّر وشعره:

قال الوقاص: رأيت كُثَيِّرًا يطوف بالبيت، فمن حدثك أنه يزيد على ثلاثة أشبار فكذبه، وكان إذا دخل على عبد العزيز بن مروان يقول له: طأطئ رأسك لا يصبه السقف (٢).

وقال جرير لكُثَيِّر: أي رجلٍ أنت لولا دمامتك.

فقال كُثَيِّر:

إن أك قَصْدًا في الرِّجالِ فإنَّنِي … إذَا حَلَّ أمرٌ سَاحتي لَطَوِيلٌ (٣)

وقيل لكُثَيِّر: يا أبا صخر كيف تصنع إذا عسر عليك قول الشعر؟

قال: أطوف بالرِّباع المُخْليَة (٤) والرِّياض المُعشبة، فيسهل عليَّ أرصنه ويسرع إليَّ أحسنه.

وقيل له أيضًا: ما بقي من شعرك؟

فقال: ماتت عَزَّةُ فما أطرب، وذهب الشباب فما أعجب، ومات ابن ليلى فما أرغب -يعني عبد العزيز بن مروان- وإنما الشعر بهذه الخلال (٥).

وكان لكُثَيِّر في التشبيب نصيب وافر، وجميل مقدم عليه وعلى أصحاب النسيب جميعًا، وله في فنون الشعر ما ليس بجميل، وكان جميل صادق الصبَّابة. بينما كان كُثَيِّر يتقول ولم يكن عاشقًا، وكان راوية جميل (٦).

[عقوقه لأبيه]

كان أبوه قد أصابته قرحة في أصبع من أصابع يده فقال له كُثَيِّر: أتدري لم أصابتك هذه القرحة في أصبعك؟ قال: لا أدري. قال: ما ترفعها إلى اللَّه في يمين كاذبة (٧).


(١) الأغاني ٩/ ٢٣.
(٢) الأغاني ٩/ ٦.
(٣) الأغاني ٩/ ٧. والقصد: الربعة من الرجال.
(٤) المخلة: الخالية من السكان، يقال: خلت الدار وأخلت.
(٥) عيون الأخبار ٢/ ١٩٩، ٢٠٠.
(٦) طبقات فحول الشعراء ٥٤٥. وكان كُثَيِّر راوية جميل بثينة، ونقد شعره وفضل نفسه عليه.
(٧) الأغاني ٩/ ١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>