للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعض حروب السعادي في ليبيا (١)

[إجلاء الفوائد عقب حربهم مع الجبارنة]

كانت قبيلة الفوائد وهي إحدى قبائل البراغيث تسكن من برقة الحمراء إلى وادي سمالوس، وكان زعيم هذه القبيلة حمدي بن مرابط من عائلة عبد الكريم الفوائد، طاغية من الطغاة الذين عرفتهم برقة فاستولى على جميع حقوق الجبارنة واستحوذ على امتيازاتهم التقليدية بين القبائل البرقاوية وكانت زعامة قبائل الجبارنة وقتذاك في شخص عبد النَّبِيّ مطيريد، وكانت مواطن الجوازي في برقة الغربية. وفي موسم الضيف يذهبون إلى واحة جالو فلا يعودون إلى برقة إلَّا من أجل الحراثة، أما العلايا وهم إحدى قبائل الجبارنة فكانت مساكنهم بالسواحل في برسس وأبي جرار والنقعة وغوط السلطان، ومن مشاهير شيوخ العلايا وقتذاك محمود الكزة وعبد الرَّحمن الأسود وهيبة نصر ومحمد بن صالح، ولكن الجبارنة - وهم الجوازي والعلايا - صفر على الشمال بالنسبة للفوائد الذين لا يرون حقًّا مشروعًا في برقة إلَّا لهم ويترك للجبارنة بفضل الفوائد ما يزيد عن حاجتهم من الماء والمرعي والمحارث فأصبح الجبارنة يعيشون تحت رحمة إخوانهم الفوائد عيشة الذل والهوان، فأصبحوا يتربصون بالفوائد وأرادوا أن يأخذوا حقهم بالسوية مع الفوائد أو يُغلب على أمرهم، وهناك يخضعون للمثل البدوي ببرقة القائل: (مغلوب ولا محايل عليه) فوحد الجبارنة صفوفهم وجمعوا أمرهم واشتبكوا مع الفوائد في حرب طاحنة ولم يكن للجبارنة معين في حربهم هذه، بينما نجد الفوائد لهم أعوان كثيرون فقد انضمت إليهم قبائل العرفا والعبيد وإن كانوا لَمْ يشتركوا في الحرب بصفة جدية إلَّا أنهم كانوا يساعدوا الفوائد بالدعاية لهم وتموينهم إذا دعت الحالة والتجسس لمصلحتهم، وتوالت معارك كثيرة في جهات متعدده فنال كلّ فريق نصيبه من الكر والفر وآخر المعارك هي التي أسفرت عن فوز


(١) من كتاب (برقة العربية) للمؤرخ الليبي محمد الطيب بن إدريس.

<<  <  ج: ص:  >  >>