أنجبت (نمشة) بنت الأمير راشد بن بازع الفرجان الدوسري للشيخ دخيّل ثلاثة أبناء هم: سعود ومرضي ومفلح، وقد انقرضت ذرية سعود ومرضي، وإلى مفلح ينتسب فخذ آل مفلح من الجذالين وستأتي ترجمته، أما فخذ آل فالح من الجذالين فينتسب إلى فالح بن مفلح، كما تزوج الشيخ دخيّل بنت أحمد بن شيبان من الأشراف حيث أنجبت له ابنًا سماه عبد اللَّه ومن ذريته فخذ آل دخيّل من الجذالين.
مفلح بن دخيّل بن جذلان:
هو مفلح بن دخيّل بن جذلان ولد بالأفلاج، وكان صاحب فضل وعبادة. رزقه اللَّه ثروة عظيمة فأصبح يتصدق منها على الفقراء والمساكين حتى اشتهر بذلك لكثرة إحسانه وعطاياه، وهو الذي حفر ساقي (موافق) بالسيح، وأول من غرس بالسيح الشمالي (نخل المعشرية)(١) وموقعه الآن غربي رفاع، وهو الذي بنى قصر (آل مفلح) الواقع شرقي المسجد المعروف بمسجد آل فالح، وإليه ينتسب فخذ آل مفلح من الجذالين، توفي في ليلى وهو في سن الشباب عام ١٢٥٠ هـ وترك أموالا طائلة حفظتها زوجته هيا بنت خميس آل أبو راس الفرجان الدوسري لولديه الصغيرين فالح وسعود فكانت نعم المؤتمن على الأولاد والأموال فرحمهم اللَّه جميعًا.
[الشيخ فالح بن مفلح]
هو فالح بن مفلح بن دخيّل بن جذلان ولد سنة ١٢٤٥ هـ كان طالب علم وحافظًا للقرآن الكريم، اشتهر بكثرة العبادة والزهد والتقى وكثرة الصدقة على الأيتام والفقراء والمحتاجين، وإليه ينتسب فخذ آل فالح من الجذالين، توفي -
(١) لقد كان لنخل المعشرية زمان حافل بالعطاء والبذل، ففي وقت الصرام يمتلئ (الفدا) بالتمور وموازين التمر لا تتوقف إما تزن للناس عوائدهم أو للمحتاجين والفقراء أو هدايا الأقرباء والأرحام، وتظل الإبل تأخذ منه أربعين يومًا بل تزيد، وينتقل بعد ذلك إلى الجصص في القصر ليحفظ فيها حتى يقدم ضيف أو يطرق الباب فقيرٌ أو يُعلم مكان محتاج -والتمر هو كل الغذاء- وقد عاش ذلك النخل طويلًا فقد دام ١٦٠ سنة وما غرس قبله من النخل مات قبله إلا هو فلم يمت بل تساقط على الأرض لفرط طوله. وتلك من بركات الصدقة.