للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسُليمان بن كثير بن أمية بن سعد بن عبد اللَّه بن المؤتَنِف بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن أفصي، كان من نقباء الدعوة العباسية (١). قتله أبو مسلم وهؤلاء بنو أفصى وهو آخر خُزاعة.

[خزاعة وقبائل العرب]

[حلف خزاعة وعبد المطلب سيد قريش]

لقد ذكرت في سياق الكتاب أن خزاعة دخلت مكة بالقوة وأمسكت بزمام السلطة الدينية والإشراف على الكعبة والحجيج قرابة ثلاثة قرون، ثم أخرجت منها بالقوة على يد قريش، وهذا العداء القديم لم يمنع من عودة الصفاء والوفاق بين قريش وخزاعة، بعقد حلف يضع الماضي وينظر إلى المستقبل، لقد كان هذا التحالف في الجاهلية، فألقي بظل ثقل الماضي ومآسيه، وأعطى ثماره في الإسلام عندما نصرت خزاعة النبي محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- والوقوف خلف قيادته ونشر رسالته، ووقوفه -صلى اللَّه عليه وسلم- مع خزاعة ونصرتها فكان ثمرة ذلك فتح مكة.

أما رواية التحالف في كتاب أنساب الأشراف (٢) بين قريش بزعامة عبد المطلب وبين قبيلة خزاعة يمثلها بعض قادتها:

فلما نصر بنو الخزرج عبد المطلب، قالت خُزاعة، وهم يومئذ كثير قد قووا وعزوا: واللَّه ما رأينا بهذا الوادي أحدًا أحسن وجهًا، ولا أتم خلقًا، ولا أعظم حلمًا، ولا أبعد من كل موبقة ومذنبة تُفسد الرجال من هذا الإنسان -يعنون عبد المطلب- ولقد نصره أخواله من الخزرج، ولقد ولدناه كما ولدوه -وأن جده عبد مناف لابن حُبَّى بنت حُليل بن حُبشية سيد خُزاعة- ولو بذلنا له نصرنا وحالفناه انتفعنا به وبقومه وانتفع بنا، فأتاه وجوههم، فقالوا: يا أبا الحارث، إنا قد ولدناك كما ولدك قوم من بني النجار؛ ونحن، بعدُ، متجاورون في الدار، ولقد أماتت الأيام ما كان يكون في قلوب بعضنا على قريش من الأحقاد، فهلم، فلنحالفك،


(١) في الاشتقاق/ ص ٤٨٠ سُليمان بن كَثير، وفي العقد الفريد ٣/ ٣٨٤ سُليمان بن كُثير بالتصغير وهو وهم. وفي الطبري ٧/ ١٠٧ سُليمان بن كثير، وكان سليمان هذا رئيس دُعاة بني العباس، وهو احد النقباء الاثني عشر لتلك الدعوة. نسب معد ٢/ ٤٦٣.
(٢) أنساب الأشراف ١/ ٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>