للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأعجب ذلك عبد المطلب وقبله وسارع إليه فأجابهم إلى حلف، فأقبل ورقاء بن عبد العُزَّى أحد بني مازن بن عديّ بن عمرو بن لُحيّ، وسفيان بن عمرو القميري، وأبو بشر، وهاجر بن عُمير القميري، وهاجر بن عبد مناف بن ضاطر، وعبد العزيز بن قطم المصطلقي في عدة من وجوههم، فدخلوا دار الندوة وكتبوا بينهم كتابًا، وكان عبد المطلب في سبعة نفر من بني عبد المطلب، والأرقم بن نضلة بن هاشم، ولم يحضر أحد من بني نوفل ولا عبد شمس، فلما فرغوا من الكتاب، علقوه في الكعبة، وكان الذي كتبه لهم أبو قيس بن عبد مناف بن زهرة ابن كلاب وتزوج عبد المطلب يومئذ لبني بنت هاجر بن عبد مناف بن ضاطر، فولدت له أبا لهب، وتزوج أيضًا ممنعة بنت عمرو بن مالك بن مؤمل، فولدت له الغيداق.

أما نص كتاب التحالف ففيه زيادة أو نقصان، واختلاف في الكلمات، بين مرجع وآخر، دون المساس بالمعنى المقصود، حيث تبقى الصيغة نفسها تؤدي إلى الغرض المطلوب، والنص يتسم بالوضوح، وسأورده كما ذكر في أنساب الأشراف: "هذا (١) ما تحالف عليه عبد المطلب بن هاشم، ورجالة عمرو بن ربيعة، من خزاعة، ومن معهم من أسلم ومالك ابني أفصى بن حارثة، تحالفوا على التناصر والمؤاساة ما بل بحر صوفة (٢)، حلفًا جامعًا غير مفرق، الأشياخ على الأشياخ، والأصاغر على الأصاغر، والشاهد على الغائب، وتعاهدوا وتعاقدوا أوكد عهد، وأوثق عقد، لا ينقص ولا ينكث ما شرقت شمس على ثبير (٣)، وحنَّ بفلاة بعير، وما قام الأخشبان (٤) وعمَّر (٥) بمكة إنسان، حلف أبد، لطول أمد، يزيده طلوع الشمس شدا وظلام الليل مدّا، وإن عبد المطلب وولده ومن


(١) ورد في مفتاح الأفكار ٣١ وجمهرة رسائل العرب ١/ ٢٤ (باسمك اللهم)، ورجالة (ورجالات).
(٢) ما بل بحر صوفه: صوف البحر على شكل الصوف الحيواني واحدته صوفة، ومن الأبديات قولهم: لا آتيك ما بل بحر صوفه، وحكى اللحياني: ما بل البحر صوفه والمفهوم من صوف البحر أنه الأسفنج (لسان العرب).
(٣) ثبير: جبل بقرب مكة. والفلاة: البادية.
(٤) والأخشبان: جبلا مكة، أبو قبيس والأحمر.
(٥) واعتمر بمكة.

<<  <  ج: ص:  >  >>