منهم نحو المغرب، حيث أقامت مع بطون بلِّي وبني مدلج وغيرهم في الرمادة من أعمال لوبية (ليبيا)، ونزح الكثير منهم غربا إلى إفريقيا مع الفتح الإسلامي لتلك البلاد.
والي مصر عُقْبَة بن عامر الجهني:
ومن الجهنيين الأول في مصر، الصحابي الجليل "عُقبَة بن عامر الجهني" الذي قدم مصر مع الجيش الفاتح، ثم عُيِّن واليًا من قبل معاوية بن أبي سفيان من سنة ٤٤ هـ إلى سنة ٤٧ هـ، وتوفي بمصر سنة ٥٨ هـ، وكان من رواة الحديث، وروي عنه من الصحابة جابر وابن عباس وأبو أمامة ومسلمة بن مخلد، وأما رواته من التابعين فكثيرون، كما كان أحد من جمعوا القرآن الكريم، وتنسب إليه قرية ميت عُقبة) التي صارت الآن حيًّا من أحياء مدينة الجيزة، وكانت تلك القرية تضم أرضًا كان معاوية قد منحه إياها.
استقرار جُهَيْنة وتوطنها في مصر:
من أهم العوامل التي ساعدت على توطن القبائل العربية في مصر، واندماجها في المجتمع المصري، وتخليها عن حياة البداوة ذلك الأمر الذي وجهه الخليفة المعتصم العباسي إلى واليه على مصر في الحلقة الثانية من القرن الثالث بإسقاط العرب من الديوان وقطع أعطياتهم، فازداد انتشارهم في أنحاء الريف، واشتغالهم بالزراعة والتجارة وغيرها من وسائل الكسب التي كانوا يترفعون عن الاشتغال بها من قبل فضاعفت ذلك حركة التعريب ونشر الإسلام، وبدأت ألقاب العرب تُعبِّر عن المناطق التي سكنوها بدلًا من أسماء القبائل التي ينتمون إليها.
وبرغم انتشار الكثير من العائلات الجهنية في أنحاء مختلفة من البلاد المصرية، فقد آثرت كثير منها أيضًا أن تعيش في تجمُّعات سكنية، ظلت تحمل اسم جُهَيْنة) إلى أيامنا هذه، وتوجد بالمحافظات التالية:
أولًا - محافظة سوهاج:
يعدُّ (مركز جُهَيْنة) أحد المراكز، أي التقسيمات الإدارية الرئيسة التي تضمها محافظة سوهاج بالصعيد.