للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[لمحة تاريخية عن بني عطية في شمالي الحجاز بالمملكة العربية السعودية وفي شرقي الأردن [جنوب الشام]]

من أبرز ما ذُكر في التاريخ في القرن الحالي عن بني عطية هو اشتراك بعض فصائلهم في الثورة العربية الكبرى ضد الأتراك العثمانيين في بداية الحرب العالمية الأولى، وذلك في نواحي تبوك وبعض نواحي الكرك، وقد ساهم بنو عطية بفرسانهم مع الحويطات وعَنَزة في معارك تحرير العقبة والقدس ودمشق من الحاميات والقلاع العثمانية التركية.

وكان بنو عطية يشتهرون بالشرور والسطو على قوافل الحج والتجارة، وقد ذكر ذلك العديد من رحالة الحج منذ القرن العاشر الهجري، ولذلك خصص لهم حكام مصر والشام والعثمانيون مبالغ مالية تسمى الصُرَّة كانت تُقدَّم لشيوخ العشائر سنويا، وذلك للحد من شرور باديتهم، وحتى لا تتعرض المستودعات التي كانت توضع في طرق الحج لتموين القوافل بالمياه والخبز وغيره للهجوم أو السلب والنهب من بني عطية الذين اشتهروا بشدة المراس وقوة البأس.

يقول شاعر من بني عطية بالأردن يُحمِّس جماعته من العطاونة على مواجهة أعدائهم واسترداد ما أُخذ من إبلهم وأغنامهم بعزم واقتدار:

شدُّوا عَـ شمص المهار (١) المزاعيق … اللِّي تزاود ركضهن بالجفالِ

شدُّوا عليهن بالعيال المزاعيق … حلالكو (٢) يا مرخصين الغوالي

عيال الآدميين للملاقى (٣) مشافيق … يا ماقم من شبابهم والعيالِ

مناد منهم صار للبزر تزعيق … العجَّة (٤) الصفرا قطب له ظلالِ

ثار الرفق من مانعات الصناديق … لعيون غرَّا أو زاهية بالدلالِ

اتقوا خذيتوا دبيشنا (٥) بالتساريق … وحِنَّا خذينا رقابكم بالفعالِ


(١) المهار: صغار الخيل الصافنات.
(٢) حلالكلو: الإبل والأغنام التي نهبها الأعداء، ويقصد أن الأرواح تَرخُص في سبيل استرجاعها.
(٣) الملاقى: التقاء الفرسان في حومة الوغى.
(٤) العجة: الغبار الأصفر من آثار المعارك وركض الخيل فيها.
(٥) دبيشنا: أي أغنامنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>