وكان كبير الذواودة سنة ٨٣٨ هـ عيسى بن محمد، وكلمته مع السلطان محمد الرابع المنتصر مسموعة، ومن معاصريه سباع بن محمد ولعله أخوه وبينهما اختلاف، ومن شيوخ الذواودة في منتصف القرن التاسع الهجري أحمد بن علي، ومنهم نصر بن صولة ولا أدري أصولة هذا هو ابن يعقوب بن علي أم غيره؟
وآخر كلمة في تاريخ دولتي الموحدين للزركشي قوله:"وفي أواسط المحرم من عام ٨٨٢ هـ ورد على السلطان، نصر بن صوله شيخ الذواودة طالبا للعفو فعفا عنه وانصرف إلى أهله بعد الإحسان خديما" اهـ.
[رياح والإصلاح]
كان القرن السابع الذي سقطت فيه الدولة المؤمنية مبدأ انحطاط عام، فكثر الملوك وتزاحمهم وتحاربهم، ووجدت الرعايا سبيلا إلى الفوضى والولاة سبيلا إلى الجور، وفشت المنكرات وأخيفت الطرقات.
وفي أوائل القرن الثامن الهجري ظهر من رياح ثم من رحمان رجل يُدعى سعادة كانت أمه من الصالحات ونشأ هو على العبادة والزهد وارتحل إلى المغرب فصحب أبا إسحاق التسولي شيخ الفقهاء الصالحين يومئذ وعاد إلى قومه بفقه صحيح وورع وافر ونزل طولقة، وأنذر عشيرته وبث دعوته، فأجابه خلق كثير بالزاب وريغ وكثير من البلدان، فلقبهم السنية.
ومن مشاهير مريديه من أولاد مسعود أبو يحيى بن أحمد وعطية بن سُلَيْمان وحسن بن سلامة من أولاد طلحة بن يحيى بن دريد، ومن أولاد عساكر عيسى بن يحيى بن إدريس، ومن زغبة هجرس بن علي اليزيدي ورجالات من العطاف.
استظهر سعادة بهؤلاء الأمراء وأتباعهم على تأمين السبل وتغيير المنكر وإحياء السنة، ودعا منصور بن مزني أمير الزاب إلى إعفاء الرعية من المغرم والمكس وسائر الظلامات، فهم بقتله ولكن حال دونه مريدوه، وبايعوه على إقامة السنة والموت دونه.
واعتد منصور سعادة ثائرا فاستعد لحربه واستنجد أمير بجاية خالد بن أبي زكرياء المنتخب واستمال إليه بعض رياح فمال إليه علي بن أحمد منافسة لأخيه