للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حاجة، والله لا نعطيهم إلا السيف حتى يحكم الله بيننا وبينهم قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: فأنت وذاك، فتناول سعد بن معاذ الصحيفة، فمحا ما فيها من الكتاب، ثم قال: ليجهدوا علينا.

[نعيم بن مسعود الأشجعي من غطفان يشتت الأحزاب]

هو نُعَيْم بن مسعود بن عامر بن أنيف بن ثعلبة بن قنفذ بن هلال بن خلاوة بن أشجع بن ريث بن غطفان. أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إني قد أسلمت، وإن قومي لم يعلموا بإسلامي، فمرني بما شئت، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إنما أنت فينا رجل واحد، فخذِّل عنا إن استطعت، فإن الحرب خدعة. فخرج نعيم بن مسعود حتى أتى بني قريظة من اليهود وكان لهم نديمًا في الجاهلية، فقال: يا بني قريظة قد عرفتم ودي إياكم وخاصة ما بيني وبينكم، قالوا: صدقت لست عندنا بمتَّهم، فقال لهم: إن قريشًا وغطفان ليسوا كأنتم، والبلد (يعني المدينة)، فيه أموالكم وأبناؤكم ونساؤكم لا تقدرون على أن تحولوا منه إلى غيره، وإن قريشًا وغطفان قد جاءوا لحرب محمد وأصحابه وقد ظاهرتموهم عليه وبلدهم وأموالهم ونساؤهم بغيره، فليسوا كأنتم، فإن رأوا نهزة أصابوها، وإن كان غير ذلك لحقوا ببلادهم وخلوا بينكم وبين الرجل ببلدكم، ولا طاقة لكم به إن خلا بكم، فلا تقاتلوا مع القوم حتى تأخذوا منهم رهنًا من أشرافهم.

وهكذا فعل مع رجال قريش وقال لأبي سفيان: إني قد بلغني أمر قد رأيت عليّ حقًّا أن أبلغكموه نصحًا لكم فاكتموا عني، فقالوا: نفعل، قال: تعلمون أن معشر يهود قد ندموا على ما صنعوا فيما بينهم وبين محمد وقد أرسلوا إليه: إنا قد ندمنا على ما فعلنا، فهل يرضيك أن نأخذ من القبيلتين من قريش وغطفان رجالًا من أشرافهم فنعطيكم فتضرب أعناقهم ثم نكون معك على من بقي منهم، فأرسل إليهم: أن نعم، فإن بعثت إليكم يهود يلتمسون منكم رهنًا من رجالكم فلا تدفعوا منكم رجلًا واحدًا، وهكذا ذهب إلى قومه من غطفان وقال: يا معشر غطفان إنكم أصلي وعشيرتي وأحب الناس إليّ ولا أراكم تتهموني، قالوا: صدقت، ما أنت عندنا بمتّهم، قال: فاكتموا عني، قالوا: نفعل فما أمرك؟ ثم قال ما قال لقريش.

<<  <  ج: ص:  >  >>