للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عندما يحس بخطورة الموقف، فقد لقي عامرا فهرب منهم، وفر من خَثْعم وتبعه الموقع الخثعمي الأكلبي ففاته حاجز وقال في ذلك:

وكأنما تبع الفوارس أرنبا … أو ظبي رابية خفافا أشعبا

وكأنما طردوا بذي نمراته … صدغا من الأروى أُحسَّ مكلبا

اعجزت منهم والأكف تنالني … ومضت حياضهم وآبوا خُيَّبا

أدعو شنوءة غثها وسمينها … ودعا المرقع يوم ذلك أكلبا (١)

[٩ - يوم الكوم]

هذا اليوم كان الباهلة على بلحارث ومراد وخَثْعم، وقد افتخر به جزء بن رباح الباهلي فقال:

ألا زعمت عِلاقةُ أَنَّ سيفي … يُفِلَّلُ غربة الرأس الحليق

فلو شهدت غداة الكوم قالت … هو العضب المهذرمة العتيق

يسوقهم أبو طلق إلينا … وما يدري وربك ما يسوق

قال الشارح: الكوم: يوم كان لباهلة على بلحارث ومراد وخَثْعم، وأبو طلق صاحب جيش بلحارث يوم الكوم (٢). ويجزم الجاسر أن الغلب في هذا اليوم كان لباهلة معتمدًا على سياق النص (٣). ويبدو لي أن هناك أيامًا كثيرة حدثت بين باهلة وهذه القبائل غير هذا اليوم لكننا لَمْ نعثر على تفاصيلها، لقد أنشد الأصمعي للحارثية ترثي من قتل من قومها في يوم كان الباهلة علي بني الحارث ومراد وخَثْعم:

شقيق وحرمي أراقا دماءَنا … وفارس هداج أشاب النواصبا

أرادت بشقيق وحرمي شقيق بن جزء بن رباح الباهلي وحرمي بن ضمرة النهشلي (٤).


(١) الأصفهاني "الأغاني"، ج ١٢، ص ٥٠.
(٢) الأخفش الصغير "الاختيارين"، تحقيق د. فخر الدين، ص ١٩٧.
(٣) حمد الجاسر "باهلة القبيلة المفترى عليها"، ص ٢٣٦.
(٤) ابن منظور "لسان العرب"، ج ٢، ص ٣٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>