للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أورد صاحب الأغاني قال أبو عمرو: أغارت خَثْعم علي بني سلامان وفيهم عمرو بن مَعْد يكرب وقد استنجدت به خَثْعم علي بني سلامان فالتقوا فطعن عمرو بن مَعْد يكرب حاجزا فأنفذ فخذه فصاح حاجز يا آل الأزد فندم عمرو وقال: خرجت غازيا ففجعت اهلي وانصرف فقال غزيل الخثعمي يذكر طعنة عمرو حاجزا فقال:

أعجز حاجز منا وفيه … مشلشلة كحاشية الإِزار

فعز علي ما أعجزت مني … وقد أقسمت لا يضر بك ضار

فأجابه حاجز فقال:

إن تذكروا يوم القري فإنه … بواءُ بأيام كثير عديدها

فنحن أبحنا بالشخيصة واهنا … جهارا فجئنا بالنساء نقودها (١)

قال أبو عمرو: "بينما حاجز في بعض غزواته إذ أحاطت به خَثْعم وكان معه بشير ابن أخيه فقال له يا بشير ما تشير، قال دعهم حتى يشربوا ويقفلوا ويمضوا ونمضي معهم فيظنونا بعضهم ففعلا، وكانت في ساق حاجز شامة فنظرت إليها امرأة من خَثْعم فصاحت يا آل خَثْعم هذا حاجز فطاروا يتبعونه فقالت لهم عجوز منهم كانت ساحرَّة أكفيكم سلاحه أو عدوه فقالوا: لا نريد أن تكفينا عدوه فإن معنا عوفا وهو بعدو مثله ولكن اكفينا سلاحه فسحرت لهم سلاحه وتبعه عوف بن الأغر بن همام بن الأسر بن عبد الحارث بن واهب بن مالك بن صعب ابن الفزع الخثعمي حتى قاربه فصاحت به خَثْعم يا عوف أرم حاجزا فلم يقدر عليه، وجبن فغضبوا وصاحوا يا حاجز لك الذمام فاقتل عوفا فإنه قد فضحنا فنزع في قوسه ليرميه فانقطع وتره؛ لأنَّ المرأة كانت قد سحرت سلاحه فأخذ قوس بشير ابن أخيه فنزع فيها فانكسرت وهربا من القوم ففاتاهم ووجد حاجز بعيرًا في طريقه فركبه فلم يسر في الطريق الذي يريده ونحا به نحو خَثْعم فنزل حاجز عنه وقال في ذلك شعرًا" (٢). وقد كان هذا الصعلوك مع غاراته وشجاعته كثير الفرار


(١) أبو فرج الأصفهاني "الأغاني"، ج ١٢، ص ٤٩.
(٢) المصدر نفسه ج ١٢، ص ٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>