للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

توحدت الجزيرة، وتحطمت الأصنام واعتنق الجميع دين الإسلام وأصبح للعرب دولة، سقطت أمامها أعتى الدول، ونشرت رسالتها إلى العالم كله.

ومن أراد أن ينظر إلى رواية فتح مكة فليرجع إلى كتب التاريخ، فهي في السنة الثامنة للهجرة. وهنا أخذنا ما يتعلق بقبيلة خزاعة.

[الخيل عند خزاعة]

كان للخيل أهمية خاصة عند العرب، فهم يسمونها بأجمل الأسماء ويقولون فيها أحلى الأشعار، ولكنها كانت قليلة قياسًا على اقتنائهم للجمال؛ لأنها شديدة التحمل على أعباء السفر، وصبورة تعيش في ظروف مختلفة، إلا أن الخيل أكثر سرعة وحركة وخاصة في الحروب، ولذلك كان كل فارس في قبيلته، يحاول شراء فرس أو حصان؛ لذا اقترنت أسماء الخيول بأسماء فرسانها، كما أن المؤرخين اهتموا بتدوين المعارك والفرسان، فلم تكن الخيول بمعزل، عن رواياتهم، بل ذكروها أيضًا: فهذا ابن غادية الخُزاعي ثم الأسلمي، كان عنده فرس يقال لها (مَصَادٌ) يقول لها:

صَبَرْتُ مَصَادًا إزاءَ اللَّطيـ … ــم حتى كأنَّهما في قَرَنْ (١)

خَضَبْتُ به زَاعبيَّ السِّنَانِ … فُوَيْقَ الإزار وَفَوقَ العُكَنْ (٢)

ويزعم أن ابن غادية هو الذي قتل ربيعة بن مُكدِّم يوم الكَديد، وأنه كان حليفًا لبني سليم، وكان في الحيل التي لقيته، كما نُسب قتله إلى نُبيشة بن حبيب السلمي (٣).

أما ذؤيب بن هلال الخزاعي الكاهن، فكان عنده فرس يقال لها: (صَعدَةُ) وفيها يقول يوم أخذت منه:

لَعمْرُكَ إِنِّي يومَ حَانَتْ بجُدَّةٍ … وصَعْدَةَ إِذْ لاقَيْتُهمُ لِذَليلُ (٤)

يَرَاني نِسَاءُ الحَيَّ فَارِسَ صَعْدَةٍ … لفَارِسِها بالحَرَّتَيْنِ صَلَيلُ (٥)


(١) اللطيم: فرس ربيعة بن مكدم (نسب الخيل/ ٣٥).
(٢) الإزار: القميص. والعكن: ما انطوى وتثنى من لحم البطن سمنًا.
(٣) نسب الخيل/ ٣٥.
(٤) صعدة: فرس هلال.
(٥) الحرتين: اسم مكان. والصليل: صوت وقع الحديد بعضه على بعض، وغلب على وقع السيف مطلقًا. (نسب الخيل ٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>