الذي سيبلغه حتمًا خبر حصول كريم على البيرق من الملك عبد العزيز، والأوضاع بين السلطتين متوترة، والعهد الذي قطعه علي نفسه، لا يمكن الرجوع عنه ومكرمة الملك ثروة لا يمكن التفريط بها، وتستحق التضحية مهما كان الثمن باهظًا. لذلك، عزم الشيخ أمره على أن لا يحيد عن هذا العهد حتى لو تطلب الأمر المواجهة المباشرة مع قوة الشريف في تبوك، واتخذ قرارًا بتلافي المواجهة مع قوة الشريف مؤقتًا، حتى يشرح لقبيلته نتائج وفوائد العهد الجديد، وبذلك يضمن التفافهم حوله تحت راية التوحيد إلا أن ردة فعل قائد حامية الشريف في تبوك أتت مبكرة عندما علم بحصول الشيخ على البيرق وقبل وصول الشيخ إلى المضارب كما سنرى لاحقًا، وعندما اقترب من مضارب القبيلة في شرقي تبوك أرسل شقيقه محمد مستفسرًا عن سيرة الأوضاع في المضارب وطلب منه إعداد العدة لكل طارئ، وعند وصول الركب تم جمع شيوخ العشائر وشرح الشيخ كريم لهم نتائج الرحلة. وأطلعهم على وجهة نظره حيال مستقبل القبيلة في ظل العهد الجديد، وطلب منهم مباركة البيعة. وقد بارك الجميع ذلك معلنين الولاء للملك عبد العزيز، مستبشرين بعهد مشرق زاهر، فشكرهم الشيخ على ذلك ووزع عليهم البنادق والسيوف موضحًا لهم إنها لن تكون سوى بداية الهبات والمكارم التي سينالونها مستقبلًا، وهكذا دخلت قبيلة بني عطية في مرحلة تاريخية جديدة.
[انتشار خبر البيرق]
عندما بلغ قائد حامية الشريف في تبوك عواد أفندي الجهني أن الشيخ كريم قادم وهو يحمل بيرق الملك عبد العزيز، قرر مهاجمة مضارب الشيخ، وسلب مواشيه قبل وصوله. لذلك قام بتجهيز تجريده مكونة من ثلاثين فردًا وهاجم مضارب الشيخ كريم وأبناء عمومته في ضواحىِ تبوك، وقد تولى الدفاع عن المضارب نفر من أبناء القبيلة المتواجدين هناك بقيادة سعود بن عيد العطيات، أحد أبناء عمومة الشيخ، وقد تمكن هذا الحشد القليل العدد من صد هجوم عواد أفندي وإلحاق الهزيمة به وبقواته وقفل راجعًا إلى تبوك بعد أن فقد خمسة من رجاله مقابل أحد مماليك الشيخ واثنان