للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من عشيرة السبوت من بني عطية. وكانت هذه المواقعة أول ردة فعل من جانب حامية الشريف حيال حصول الشيخ علي البيرق من الملك عبد العزيز وبناء على هذه المواجهة قرر الشيخ حصر نفوذ الشريف في منطقة تبوك داخل المدينة فقط، أما ما حولها فقد أصبح تحت سيطرة الشيخ وقبيلته وهم يدينون بالولاء للعهد الجديد، ولم يكن باستطاعة حامية تبوك اتخاذ أي إجراء إزاء ذلك نظرًا لضعفها وقلة حيلتها أمام هيمنة بني عطية، وأصبح الشيخ يترقب التوجيه من الملك للانقضاض على الحامية وإنهاء وجودها من تبوك.

وفي بداية عام ١٣٤٣ هـ، وبناء على العهد الذي قطعه الشيخ على نفسه أمام الملك عبد العزيز، حضرت مجموعة المزكية بقيادة ابن بيوض إلى الشيخ، وتوجهوا جميعًا إلى عشائر بني عطية وبعض القبائل الأخرى الذين ينتشرون في السنانيات وينهلون من موارد العسافية (١) لجمع الزكاة المقررة شرعًا لعام ١٣٤٢ هـ، وقد تسنى لهم جمع زكاة حلال (٢) العشائر بدون أية مشاكل نظرًا لوجود الشيخ بصحبة المزكية. وفي بداية عام ١٣٤٤ هـ، حضرت مجموعة المزكية مرة أخرى لجباية زكاة عام ١٣٤٣ هـ بقيادة ابن بيوض، وقد أمر الشيخ قبيلة بني عطية بالتجمع على منهل المعظَّم (٣) استعدادًا لدفع الزكاة ولكن حاولت بعض عشائر القبيلة رفض دفع الزكاة لخدام ابن سعود بحجة أنهم يتبعون الشريف وكانوا يقطنون ماء العبينية (٤) شمال غرب تبوك، فتوجه إليهم الشيخ حاملًا البيرق وبرفقته شقيقه محمد وأحد شيوخ الفقراء من عَنَزة ويدعى الدريعي الفقير وأنذرهم بأنه في حالة عدم التوجه مع باقية عشائر القبيلة إلى ماء المعظم ودفع الزكاة لخدام الملك


(١) العسافية: منهل يبعد ٤٥٠ كم إلى جهة الشرق من تيماء، عليه مركز تابع لإمارة الجوف.
(٢) حلال: أي الإبل والأغنام.
(٣) المعظم: محطة مشهورة من محطات السكة الحديد التي كانت تحت سيطرة قبيلة بني عطية. وقد ورد ذكر المعظم في كتب الرحلات من الحجاز إلى الشام وهو مشهور بالبركة التي أنشأها الملك المعظَّم عيسى بن العادل محمد الأيوبي وتعرف ببركة المعظَّم.
(٤) العبينية: منهل لقبيلة بني عطية وقد أصبحت قرية تابعة لتبوك وتقع شمالها. وهي قريبة من محطة ذات الحاج.

<<  <  ج: ص:  >  >>