للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حيث سُوْفَة والحرملية، أما جانبها الجنوبي فيضيق حيث تتقارب سفوح جبال العرض الشرقية وسفوح جبال العارض الغربية، وتلك الصحراء بهذا التحديد تشمل الهَلْباء وحائل (حَدْباء قَذْلة) وفى المَرُّوت أودية ومياه وآكام وأراض منبسطة وليس جبلا - كما في كلام بعض المتقدمين ولكن ما يعرف باسم الجُلُوه (واحدها جِلْهُ) داخلة فى مسماه، وهي أرض خشنة مرتفعة (آكام) وفيها منهل يَبْرَاك، وهو معدود من مياه المرُّوت قديمًا وكذا سُدَيْرة.

ويفهم من نصوص المتقدمين أن مسمى المَرُّوت يشمل أرضًا واقعة بين خطي الطول. . / ٤٤ و. . / ٤٦، وخطي العرض. . / ٢٤ و ٣٠/ ٢٤، فَسُوْفَةُ تقع بقرب خط العرض ١٥/ ٢٤ وخط الطول ٥/ ٤٤ وهي معدودة من المَرُّوت، وتِبْرَاك يقع بقرب خط العرض ١٥/ ٢٤ وخط الطول ٥٥/ ٤٥ وهو من مياهه.

وجاء في "لسان العرب" (١): المَرُّوت بلد لباهلة، وعزاه الفرزدق والبعيث إلى كليب -ثم أورد شواهد من شعرهما- وبنو كليب بن يربوع من تميم، والواقع أن باهلة وبني كليب لا يختصان بالمروت، بل تشاركهما فروع قبائل أخرى من حِمَّان من تميم، ومن بني نُمَيْر وبني قُشَير، فقد ورد الخبر أن الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- أقطعَ حُصَيْن بن مُشمِت -وهذا حماني تميمي- مياهًا في المروت منها أهوى وأصيهب والسُّديرة والماءَ الأخير لا يزال معروفًا.

ولوقوع المَرُّوت متوسطًا بين بلاد تميم من الجنوب حيث الوشم، وفروع من بني عامر كبني قُشَيْر من الشرق والجنوب، وكبني نُمَيْر من الغرب، وكذا باهلة من الغرب التي تقدم ذكر امتداد بلادها إلى سُوفَة، من هنا كان الموضع مشتركًا بين تلك القبائل، ولا يتسع المجال لإيراد نصوص المتقدمين في تحديده، أو ذكر ما يتعلق به من الأخبار أو الأشعار القديمة، ويمكن الرجوع إليها في مظانها.

[مريفق]

قال في "بلاد العرب" (٢): وعن يسارك إذا كنت بأعلى الهلباء مياه لباهلة من السُّوْدِ، وعلى تلك المياه نخيل، منها مُرَيْفِق وجَزَالاء والخنفسُ والعوسجة، وهي معدن بها تجّار ونخيل.


(١) مادة (مرت).
(٢) ٣٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>