ساحل البحر الأحمر وتبعد عن مكة ١٦٠ كم، كذلك في ٢٤/ ١/ ٨٢٩ هـ وصل الشريف حسن بن عجلان إلى القاهرة بعد أن أمر السلطان أعيان الدولة من أمرائه ومباشريه بتلقيه وإعزازه وإكرامه، فأنعم عليه السلطان بالخلع والإنعامات وهي ما تعرف اليوم بالأوسمة، وقدم له كل واحد من أركان الدولة التقاديم الضيافات وأهدوا له الخيول المسومة والسروج المغرقة، وكان يوم دخوله يومًا مشهودًا، وفرح به السلطان وأحبه وأكرمه وأقبل عليه إقبالا كاملًا. هذا ما أورده صاحب كتاب سلطنة البلد الحرام وصاحب العقد الثمين وغيرهم، كل ذلك يدل على ما كان من عزة ومقدار وهيبة للشريف حسن عند الدول المجاورة.
علاقة الشريف حسن ببني عمه الأشراف (١):
قال الفاسي:
لم يكن لأحد من أمراء مكة من الحشمة مثل ما للشريف حسن بن عجلان، حيث إنه ملك من العبيد نحو خمسمائة وله من العقار بمكة الكثير الذي لم يملك أحد من الأشراف مثله كذلك له عقار بوادي فاطمة.
واتفق للشريف حسن مع قبائل الأشراف بني حسن من القوة عليهم ما لم يتفق لأحد ممن تقدمه من أمراء مكة الأشراف آل أبي نمي فيما علمناه، كذلك أمرهم يترك معارضته في غايتهم حيث رتب لكل واحد من بني حسن نفع يأخذه كل سنة من السلطنة.
كذلك كان يأمرهم ألا يجيروا في أمر يريد إلا يرضاه، فما خالف أحد أمره وكان الأشراف معه في غاية الاتفاق حيث كانوا يقنعون بالمسالمة وسكن البلاد منه.
ومما يحمد له من خصاله أنه كان لمصالح الحجاج والمسافرين يرعى فوجدوا بولايته راحة ونفعا.