للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذه الأبيات لو صحت نسبتها إلى بشر لكانت دليلا واضحًا على ما بين القبيلتين من مناوشات وحروب. ولكن سبقت الإشارة إلى أنها لابنة مُرَّة بن عاهان من مَذْحِج، فيما جرى بين هذه القبيلة وبين قبيلة باهلة.

على أن البَلاذرِي أورد فى كتابه "أنساب الأشراف" (١) في الكلام على بني رِيَاح بن عَمْرو بن عبشمس بن أعيا بن سعد بن عبد بن غنم ما نصه: ومنهم دُرَيْد ابن رياح بن عمرو، قتله رداد بن جوش من بني عبد اللَّه بن غطفان، فوثب مُظَهِّر ابن رياح على رداد فقتله، فقالت الغطفانية:

إنَّا وبَاهِلَةَ بْنَ أَعْصُرَ بَيْنَنَا. . . -الأبيات-

وقد ذكر البلاذريُّ في "أنساب الأشراف" (٢): ومن وأئل باهلة قاتل بشر بن أبي حازم الأسدي بسهم، فقال بِشْرُ:

وأنَّ الْوَائِلى أَصَابَ قَلْبِي … بِسَهْمٍ لَمْ يَكُنْ يُكْسَى لُغَابَا

وقيل: إن الذي قتله من بني صعصعة انتهى. ولعل منشأ الاختلاف كون القاتل من الأبناء، كما في "مختارات ابن الشجري" (٣). والأبناء فرع من بني صعصعة، وفرع من باهلة أيضًا، كان بنو وائل الباهليون يحلون بيشة في ذلك العهد، وتَرْج الوادي الذي أصيب فيه بشر من أشهر روافد واديها؛ ولا يزال معروفًا مأهولا.

[بين باهلة وقبيلة جعدة]

مع أن قبيلة باهلة كانت قد انضمت إلى بني جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة لأسباب مجهولة، وهذا يستلزم أن تسالم هذه القبيلة التي انضوت إليها، وكانت بلاد بني جعدة هؤلاء تقع شرق بلاد باهلة في إقليم الأفلاج، وتمتد إلى ما يقرب من المجازة (حوطة بني تميم الآن) وقد حدث بين القبيلتين احتكاك كان أثره على قبيلة باهلة سيئًا، وقد أشار إلى ذلك الأصفهاني حين أورد للنابغة الجعدي قوله (٤):


(١) نسب باهلة - والكتاب لا يزال مخطوطا.
(٢) في الكلام على نسب باهله.
(٣) ٢/ ٣١.
(٤) "الأغاني" ٥/ ٢٨ طـ دار الثقافة - بيروت.

<<  <  ج: ص:  >  >>