للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثالث عشر عن المساعيد في مخطوطاتهم (١)، وتكاثر المساعيد في فلسطين وامتدت ديرتهم من نابلس حتى غزة وعُرفت باسمهم منطقة - فارعة المسعودي، وقد أممبح المساعيد يشكلون تجمعًا قبليّا قويًّا مُهاب الجانب من شتى العشائر والبطون في الشام وشمال الحجاز، وقد ظل نفوذ المساعيد ممتدا إلى أرض مدين بالبدع وأقيال بشمالي الحجاز وقرب العقبة لعودة فروع كثيرة منهم إلى تلك المنطقة بعد مذبحة المنطار كما سنُفصِّل عنها، وقد خالطت هذه الفروع بقايا بني عُقبة وبني عطية الذين نما أمرهم كقبيلة قوية منذ مطلع القرن الثامن الهجري ثم بعدهم الحويطات في القرن العاشر الهجري، كما حالفوا مدة طويلة بني عُقبة ثم بعدهم بني عطية (المعازة)، ثم جددوا في مراحل تالية في عهد العثمانيين حلفًا مع الحويطات والترابين في سيناء ومصر وفلسطين، وكان لعشائر المساعيد القوية في الشام وشمالي الحجاز رواتب من الولاة العثمانيين وذلك للحفاظ على طرق الحاج المصري والشامي وغيره، وكذلك على قوافل التجارة الداخلة والخارجة من الجزيرة عبر طريق الحجاز - العقبة.

[دلائل عراقة المساعيد]

ذكر لي كبار وشيوخ المساعيد في الديار المصرية وأيدهم كبار المساعيد في الديار السعودية، وعلى رأسهم الشيخ إبراهيم بن سِلْمي، والشيخ سليم بن حسن، والشيخ حسين بن عقيل وكلهم من الأمراء، والشيخ حمد بن سليمان من الدغيمات، والشيخ عيد بن غنَّام بن حمدي من الرواشدة، والشيخ أبو حجاج من النصيرات، والشيخ محمد البريدي، ذكروا جميعًا بالإجماع أن عراقة نسب


(١) لا يحتج بإغفال القلقشندي ومن بعده السويدي في أواخر القرن الثامن الهجري وأوائل القرن التاسع الهجري عن نسب المساعيد الصحيح لهانئ بن مسعود الشيباني، وهذا يرجع إلى اعتماد القلقشندي كليًا على دفتر تسجيلات الضيافة من القبائل إلى حكام مصر في القرن السابع الهجري والذي كان يتولى أمر كتابته وتدوينه مهمندار الديار المصرية المسمى بالحمداني، وقد اعتمد السويدي على القلقثشدي والمصدر الوحيد لكثير من الأنساب وقتئذ كان الحمداني، وقد أغفل الحمداني كما هو معروف نسب بطون كثيرة عريقة النسب مثل شمر والدواسر والنعام وغيرهم، وقد نقل تواتر نسب المساعيد إلى هانئ بن مسعود في بداية هذا القرن نعوم بك شقير في تاريخ سيناء وعارف العارف في قبائل بئر السبع، وقد أخطأ كلاهما في النقل عن البدو وذكروا أن المساعيد من مسعود بن هانئ، والصحيح هانئ بن مسعود الشيباني الذي حارب الفُرس في أواخر عصر الجاهية وهزمهم في موقعة ذي قار وهو أول يوم تنتصف فيه العرب من العجم.
وقد ذكر الباحث راشد بن حمدان الأحيوي المسعودي من الأردن في مجلة الحرب السعودية أن أصل المساعيد في شمالي الحجاز والشام ومصر هم من بني مسعود من ذرية الصحابي عبد الله بن مسعود من هذيل العدنانية ولكني لم أجد أي نص قديم في أي مرجع يؤيد ما ذهب إليه الأحيوي وكذلك لم يقر بذلك الرأي شيوخ المساعيد في مصر والسعودية.

<<  <  ج: ص:  >  >>