المساعيد لهانئ بن مسعود الشيباني لا جدال فيه؛ لأنه أمر قد عرفوه من آبائهم وأجدادهم وتناقلوه جيلًا وراء جيل، وذكروا أمورًا عن المساعيد ومناقب لهم بين قبائل العرب منها:
أ - أن القضاء كله في قبائل العرب في شمالي الحجاز والشام ومصر في قبيلة المساعيد وفيهم المنشد أو المنهى لجميع القضايا في عرف البوادي، وقد أعطى أجداد المساعيد بعض العلوم في القضاء وفرَّقوها على بعض العشائر التي قيل أن بعضهم فيهم خؤولة المساعيد مثل قطع أو قصاص الدم للسليلمي في عشيرة السلالمة من الحويطات، وحق الدلال للقهوة المُسمَّى الوجيكات عند عشيرة العمران من الحويطات، وحق الإبل وهو ما يُسقَى الضَريْبي عند السواركة أو الرميلات أو السلميين الحويطات، وحق البيت عند الأحمدي البلوي، وحق العُتبي وهو الحريم عند بني عُقبة، وحق الصوف عند الترابين، وحق الحطب عند بني عطية، وإن صار خلاف في قطع الحق أو حكم هؤلاء القضاة المذكورين كل فيما يخصه، يعود راعي الحق المتضرر إلى المنهى أو المنشد وهو المسعودي وهو بمثابة المحكمة العليا في قضاء البوادي أو في قبائل العرب، ولا قضاء أو لا حكم بعد القاضي المسعودي ولا يرفع قاضٍ مسعودي إلا لقاضٍ مسعودي مثله لأي ظرف حدث، وقد احتفظ المساعيد بحق الشرف أو العرض وحق الوجه وحق العطواء أو الجيرة وكافة قضايا المال، وكل هذا ليس من فراغ قد اكتسبه المساعيد ولكن يعود إلى شرف نسبهم ورفعتهم وسمو معدنهم وكرم خصالهم، ويعدُّ منقبة لهم ووسامًا يتحلَّون به بين القبائل العربية.
وكما يقول الرواة: أن رجلًا أراد أن يتعدى على المساعيد ويحكم في قضاء المنهى بفلسطين، فقال له آخر عندما وجده لا يحسن قطع الحقوق مثل المساعيد:
"دع الحكم لراعيه والقضاء لأهله فإن الحكومة من شيبان" أي كما قال الشاعر: