وفي ديار الأزلم قال: وقد وقع بنو سعد على طائفة تأخرت عن الركب فأخذوا منهم الإبل وما عليها وقتلوهم أو جرحوهم. وقد علَّق الباحث السعودي عاتق بن غيث البلادي العربي على قول الدرعي فقال: ذكر الدرعي في رحلته بني سعد قرب الأزلم من الساحل ولعلهم هم المساعيد أهل البدع اليوم.
قلت: وكلام البلادي هنا صحيح لأنَّ بني سعد هم الأحيوات من المساعيد. وقال مري في أبناء إسماعيل: الأحيوات فرع انبثق عن المساعيد ويشكلون الآن قبيلة قائمة بذاتها مشهورة بغزواتها وضراوتها في القتال. وقال عباس مصطفي عمار في المدخل الشرقي: حق طريق الحجِّ من نخل إلى العقبة وهو حق ظل للأحيوات يتمسكون به، ويعتبرون أنفسهم لهذا سادة نخل في قلب سيناء في عهد محمد علي باشا، وكانوا يؤكدون أحقيتهم في حراسة القلعة ويطالبون الباشا بضريبة مقابل تلك الخدمة، وكان الباشا يدفع تلك الضريبة حتى لا يتخذون امتناعه عن دفعها حجة يعتدون من أجلها على القوافل الصغيرة التي كانت تقطع وسط سيناء، وأقدم من ذكر الأحيوات هو الجزيري كما أسلفنا، والأحيوات عبارة عن تَجمُّع مسعودي، ولا يتسع المقام بذكر جميع نصوص الباحثين حول الأحيوات وقد ذكرهم بيركهارت ونعوم شقير وعباس مصطفي عمار ولويس موسل وأوبنهايم وبراملي وأوين وموري وكلنتن بيلي وفرانك ستيوارت وچورچ أوغست فالن وجوسن وروبنسن وفرتر فرانك وكولفيل وكاسلرية وبيك هولند وكثير غيرهم من العرب والأجانب.
[التفصيل عن فروع الأحيوات]
ينقسم الأحيوات إلى قسمين كبيرين هما: الشوافين وهو الاسم الذي شمل كلّ أولاد سعد صادق الوعد، والصفايحة وهم القسم الثاني، كما هناك بطون أخرى سيأتي ذكرها بعد استيفاء الحديث حول هذين القسمين الأساسيين.
أولًا: أولاد سعد صادق الوعد أو جيد الوعد وينقسم أولاد سعد إلى ثلاثة فروع وهي كما يلي التفصيل عنها:
١ - الحمدات: وهم بنو حمد بن سعد صادق الوعد ابن علي بن معلَّى المسعودي وينقسم الحمدات إلى عشائر كبيرة هي