للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أ - الطوَّال: وهم من الفروع القديمة جدًّا من الحمدات ومنهم سدَّاح الطويل الذي قتل طعيمة كبير قبيلة العليقات قبل قرنين من الزمان وفيه كان الأحيوات يَحْدون (١) ويقولون:

طعيمة قتله سدَّاح .. طعيمة قتلوه وراح .. يا ناقة دوري المسراح.

وينقسم الطوَّال إلى عدة فروع وهي:

البدارة (٢): وخبرهم أنه كان رجل من الطوَّال قد ولد له ولد لُقِّب بالبدري وكانا يقيمان في العقبة ويعملان في صيد السمك، ثم إن البدري تزوج وكان أبوه قد توفي، وقد خلف البدري ولد أسماه ربَّاع، فلما كبر ربَّاع انتقل بأبيه إلى وادي قصيب واستقر على الساحل جنوبي وادي أبو مغرة وإلى الشمال من صوير، وقد مكثا زمنًا كبر فيه البدري وصار رجلًا عاجزًا، وكان ولده ربَّاع يعمل في صيد السمك الذي يقوم بتشريحه ثم تمليحه ونشره على الشجر لبيعه على المسافرين، وذات يوم مر بهما رجال من العليقات فأبصر أحدهم عند ربَّاع قِدرًا من النحاس طمع فيها وأراد أخذها بالقوة، فمنعه ربَّاع البدري وعرض عليه أن يأخذ سمكَا بدل القدر، ثم إن رفاقه من العليقات أخذوا رجلهم منعًا للنزاع وساروا مبتعدين إلَّا أن الرجل فارقهم عائدًا لأخذ القدر النحاسية بالقوة لمفرده، فقتله ربَّاع في سيل قصيب عند الساحل، ثم إن ربَّاع حمل أباه وسار به غربًا مصعدًا عبر وادي قصيب، أما العليقات فإنهم لما استبطأوا أخاهم عادوا إليه فوجدوه مقتولًا، فساروا بأثر ربَّاع البدري للثأر منه إلَّا أنهم قد وجدوه قد توعر في الجبال داخل بلاد التيه، ووجدوا من آثاره أنه كان يقطع ثمار اللصف التي كانت عروقها تحمل آثار الدم التي كانت على السكين، وكان ربَّاع يطعم أباه ثمار اللصف وقد عاد العليقات إلى ديارهم ولم يظفروا به، أما ربَّاع البدري فإنه واصل سيره وظل يتنقل بأبيه حتى وصل إلى عرب العيايدة في منطقة السقي في العجمة جنوبي بلاد التيه، فأقام عندهم وتزوج


(١) الحِدَاء: هو ترنيم بالكلام المنظوم وترديده كالغناء، والحداء مقرون عادة بركوب الإبل لأنَّها تستحسن الحداء، وأول من سن الحداء للإبل هو مُضَر بن نزار بن مَعْد بن عدنان من ذرية إسماعيل ابن خليل الله إبراهيم عليهما السلام من رب الأنام.
(٢) البدارة (البداري) ذكر هم نعوم شقير من قبائل سيناء الأصلية وهم في بلاد التيه قرب جبال العجمة، (انظر قبائل جنوب سيناء والسرد عنهم).

<<  <  ج: ص:  >  >>