منهم فكان من أعقابه البدارة، وقد وضع البدارة وسم قومهم الأحيوات وهو الحنيك على الفك السفلي للبعير والمحلة وهذا وسمها H على ورك البعير وهو وَسْم أخوالهم من العيايدة، ولما ارتحل العيايدة نحو شمال غرب سيناء عند باقي قومهم هناك ظل البدارة هؤلاء في ديارهم كما هم، فودع العيايدة السقي مع البدارة وهو في وادي العريش ببلاد العجمة ويُدعى اليوم سقي البدارة، وكانوا يصنعون منها الرحايا السقاويات، ومن ديارهم أيضًا بارود العيايدة وهي مقبرة قديمة للعيايدة، وفي عام ١٩٣٦ م تنازع البدارة مع قبيلة التياها الذين أرادوا الاستيلاء على مزارع للبدارة، فذهب ركب من البدارة بقيادة الشيخ سالم بن سعد الزريقات إلى قومهم من الأحيوات في وادي الحبسي شرقيهم في جنوب شرقي بلاد التيه، فانتصر لهم وقام من دونهم أحد كبار الحمدات وهو الحاج عتيق بن الويفي شيخ العواودة الحمدات حيث تم فض النزاع مع التياها وكف أطماعهم في أملاك البدارة.
والبدارة يشكلون كيانًا مستقلًا قائمًا بذاته ويقطنون جنوبي بلاد التيه في نواحي يرقا والمالحة وأبو متيقنا وحجية والبربري ووادي السقي وغيره، وعدد البدارة قليل لا يزيد على مائتي بيت منهم مائة بيت فقط في سيناء في الوقت الحاضر وتفرق الباقي وفيهم: الحوامدة، والدلاوي، والزريقات، والظقيطات، والعرابدة، والقطيفات، والوطوط والأخير من بني عمومة البدارة وأصلهم من المساعيد. ومما ورد عن البدارة أن رجلًا ملَّاحيًا من الملالحة تبادع في دحيَّة (١) مع الدلاوي من البداري فقال الملَّاحي:
خذني معك يا الأحيوي … خبرني بلاد اللقاليق
فأجابه الدلَّاوي البدري قائلًا:
بلاد اللقاليق بعيدة … ما تصمد يا لخيط الرقيق
(١) تبادع في دحيَّة: وهي نوع من الشعر النبطي أو الكلام المنظوم يغني به الرجال في صفوف متراصة ويصفقون بطريقة معينة في المساء، وبعض البدر ترقص فتاة أو امرأة لا يظهر منها شيئًا أمامهم في الأفراح ويسمونها دحيَّة وهي كلمة مشتقة من التصفيق وتشبه الدبكة اللبنانية السورية.