شعراء الشعر (الحميني) أو النبطي من بني سُلَيْم في المملكة العربية السعودية
عقد الأستاذ خير الدين الزركلي في كتابه:(ما رأيت وما سمعت) فصلًا خاصًّا بشعر الْبُدَاةِ، ويقول عن هذا الشعر البدوي: إنه مختلف في لغته وأورانه عن الشعر الصحيح أو القريض، وقال عنه: (ويسمونه "الحميني" ولم أعلم اشتقاق هذه اللفظة ولا أصلها).
وأضاف إلى ذلك قوله:"ويُسَمُّونَ المساجلة بين الشاعرين منهم: "قصيدًا". كما يسمون القصيدة الطويلة أو القصيرة "نشيدًا"، ويسمون القصائد على الإطلاق: "مَجَالِسِيَّات"، ويعرف عندهم اللغز باسم: "الغبوة".
وهم يقولون للشاعر إذا أحسن: "صح لسانك" بدلا من قول العرب الأقدمين للشاعر الْمُجيِد: "لا فض فوك".
وقلَّ من شعراء البادية من يتفق له أن يتلقى في صغره شيئًا من مبادئ علوم العربية، أما من تهيأ له ذلك فيستعين بسليقته الشعرية على نظم شيء من الشعر الصحيح، وقد تكون فيه معان جديدة توحي بها إليه بداوته وصفاء قريحته.
ومن شواهد هذا النوع من القريض البدوي الفصيح، بعضُ شِعْرِ الوقداني، ومنه قوله في رثاء أمير مكة الشريف عبد الله بن محمد بن عون:
المُلكُ لله والدنيا مداولة … وما لِحَيٍّ على الأيام تخليد
والناس زرع الفنا والموت حاصده … وكل زرع إذا ما تم محصود
وشعر البادية اليوم وقبل اليوم ينتشر بالواسطة أو بالرواية على التعبير الدقيق، فهو في كيانه وتنقله وذيوعه وانتشاره يشبه شعر العرب الفصحاء قبل ظهور الإسلام، إذ كان له رواة يحفظونه في صدورهم وينقلونه إلى الجماهير بألسنتهم، فَيُحْفظُ عنهم ويُروى جيلًا فجيلا. وهناك رواة للشعر الحميني معروفون.
ويبدو أن شعراء الشعر الحميني في البادية هم حملة مقاليد اللغة بين البادية، فلهم الحق في التصرف في مقاليدها كما تملي عليهم قرائحهم وكما تستدعيه منهم