للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأحفظهم ذلك فردوا عليه جوابا مقذعا، وكانت قرطة بنت معاوية قد سمعت ذلك فلما خرج بنو تميم قالت لأبيها:

يا أمير المؤمنين، لقد سمعت من هؤلاء كلاما تلقوك به، فلم تنكر، فكدت أخرج إليهم وأسطو بهم.

فقال أبوها: إن مضر يا قرطة كاهل العرب، وتميما كاهل مضر، وسعدا كاهل تميم، وهؤلاء كاهل سعد.

وفي إبان سعي معاوية - رضي الله عنه - لأخذ البيعة لابنه يزيد، أعلم وفود الأمصار الإسلامية بما يراه من حسن رعية ابنه يزيد وهديه، وأقام اجتماعا ضخما كان فيه الأحنف، وصدق زعماء الحاضرين أقوال الخليفة في ابنه، فقام الأحنف وقال: إن الناس قد أمسوا في منكر زمان قد سلف وفي معروف زمان يؤتنف ويزيد حبيب قريب، فإن توله عهدك فعن غير كبر مفن أو مرض مضن، وقد حلبت الدهور وجربت الأمور، فاعرف من تسند إليه عهدك ومن توله من بعدك واعص رأى من أمرك ولا يقدر لك ويشير عليك ولا ينظر لك، ونحن نخافكم إن صدقنا ونخاف الله إن كذبنا.

ثم أصبح من معارضي يزيد في خلافته وساعد آل الزبير في ثورتهم على يزيد وحين إستولوا على البصرة وحين اندفعوا نحو الكوفة إلى أن توفي سنة ٧١ هـ بالكوفة وهو في جيش مصعب بن الزبير.

وكان الأحنف حكيما وقائدا شجاعا وسياسيا بارعا وقد بلغ منزلة عالية في قومه وغيرهم لأنه كان أقوى الناس على نفسه، موقي الشر الخير لا يجهل، ولا يبغي ولا يبخل.

[٥ - وكيع بن حسان]

ابن قيس بن أبي سود بن كلب بن عوف بن ملك بن غدانة بن يربوع الحنظلي التميمي.

كان قتيبة بن مسلم الباهلي واليا على خراسان في خلافة عبد الملك بن

<<  <  ج: ص:  >  >>