[لمحة تاريخية عن دور قبيلة بني رشيد في شمال الحجاز ونجد قبل العهد السعودي]
لقد شاركت قبيلة بني رشيد في الثورة العربية الكبرى ضد الأتراك العثمانيين في نواحي عديدة بالحجاز ونجد، حيث ساهمت بفرسانها مساهمة فعالة مع قائد الثورة العربية لتحرير الوطن العربي من الاحتلال الأجنبي، ومن أشهر قادة قبيلة بني رشيد الشيخ "سمران بن سِمرة"، شيخ شمل بني رشيد بالحجاز.
وتعتبر قبيلة بني رشيد من القبائل العربية الجسورة، وقد انتصرت عدة انتصارات، من أهمها (يوم السليلة) بين بني رشيد بقيادة الشيخ سمران بن سمرة وبين الأتراك، وهي من أطول المعارك وقتًا، وقد استمر القتال نحو ستة أشهر، وقال شاعر رشيدي في هذه المعارك:
بالسليلة حاربونا نص عام … لين دم الزلم غير بالثبار
(ويوم الصورة) بين بني رشيد بقيادة الشيخ سمران بن سمرة وبين الأتراك، وقال الشاعر بذلك اليوم:
سل جليب سمي الصورة قديم … يوم جونا الترك من فوق المهار
وذبحوا شلاح قهّار الخصيم … وذبح عنده عشرتين رد ثار
(ويوم الرقب) (١) بين فرسان بني رشيد وبين الأتراك أيضًا، وفيه قال الشاعر:
سل جبال الرقب عن البغول … الكديش اللي تسلسل من حمار
جن يجُرِّن المدافع طامعين … ناويًا يكسب وصار الانكسار
خلوا الباشا وولوا هاربين … اعذروا فيهن وهن نار وعمار
(ويوم أبانات - جبال -) بين المصابرة من بني رشيد وحاكم حائل (ابن رشيد الشمَّري) وتسمى معركة الخناق، وقال الشاعر في ذلك:
سل شعيب بين أبانات الثنين … عن نهار فيه قصفات العمار
يوم جانا قائد الجمع الكبير … ناويًا قتل الكبار مع الصغار
وحشرناه من الخناق إلى المحير … وعاد خاسرًا من رجاله والمهار
(١) الرقب: كان يسمى الرقم وهو من ديار عبس قديمًا.