أُميمَ أمِنْكِ الدار غيّرها البلا … وهيفا بجيلان التراب دَعُوبُ
بسابس لمَ يصبح ولم يمس ثاويا … بها بعد عهد الحي منك غريب
سوى عازفات ينتحبن مع الصدى … كما رجعت جوف لهن ثقوب
وقفت بها أُذري الدموع كما جرى … بغربين من خوف الفراق شعيب
ديار التي هاجرت عصوا وللهوى … يلبي إليها قائد ومهيب
وقد علمت أني بخيل بسرها … لها حين يغتابونها لذنوب
أصد ابتداع الود لا خشية الردى … صدى هامتي عن ما إليه قلوب
ليغلب حبيها عزائي وإنني … لصبري إذا غالبته لغلوب
وما ماء مزن في حجيلاء دونه … متالف صعبات الذُّرى ولهوب
صفا في لصاف بارد وتطلعت … بَه فرط يقتادهن صبوب
بعسكر دلاح مرت ودقاته … صبا بعد ماهبت لهن جنوب
بأطيب من فيها اقتيافا وإنني … لشيمي إذا أبصرته لمصيب
على أنها لياء من غير عُسرة … نوار التصدي للعقول خلوب
منعمة شبت شباب كريسة … نمت بين أفلاج لهن قشيب
بحسناء روتها العلاجيم فارتوت … وفي القُفِّ عنها والسلام نضوب
[القسم الثاني: الشاعرات]
[أميمة الخثعمية]
شاعرة من شواعر العرب لم تعطنا مصادر التاريخ عنها شيئا، إلا أنها من قوم ابن الدمينة، وقد هام ابن الدمينة بحبها مدة ثم تزوجها وقتل وهي عنده قالت:
وأنت الذي أخلفتنى ما وعدتني … وأشمت في من كان فيك يلوم
وأبرزتني للناس ثم تركتني … لهم غرضا أُرمى وأنت سليم
فلو كان قول يكلم الجلد قدبدا … بجلدي من قول الوشاة كلوم
وقالت أيضًا:
تجاهلت وصلي حين جدت عمايتي … فهلا صرمتَ الحبل إذ أنا أُبصر
ولي من قوى الحبل الذي قد قطعته … نصيب وإذ رأيي جميع موفر
ولكنما آذنتَ بالصرم بغتة … ولست على مثل الذي جئت أقدر (١)
(١) الأصفهاني "الأغاني" ج ١٥، ص ١٤٩.