للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجاء كُثَيِّر إلى عبد اللَّه بن جعفر وقد نحل وتغير، فقال له عبد اللَّه: ما لي اراك متغيرًا يا أبا صخر؟

قال: هذا ما عملت بي أم الحويرث، ثم ألقى قميصه فإذا به قد صار مثل القش وإذا به آثار من كي (١).

كُثَيِّر (٢) في الكوفة:

وصل كُثَيِّر إلى الكوفة، فأتى إلى مسجد بارق، فقالوا له:

أنت من أهل الحجاز؟

قال: نعم.

فقالوا: فأخبرنا عن رجل شاعر ولد زنا يدعى كُثَيِّر.

قال: سبحان اللَّه أما تسمعون أيها المشايخ ما يقول الفتيان!

قالوا: هو ما قاله لنفسه.

فانسل منهم وجاء إلى والي الكوفة حسَّان بن كيسان، فطيره على البريد.

وقال عمر بن شبَّة في خبره: أن سُراقة (٣) البارقي هو المخاطب له بهذه الشتيمة وإنه عرفه وقال له: إن قلت هذا على المنبر قتلتك قحطان وأنا أولهم، فانصرف إلى منزله ولم يعد إلى عبد الملك بن مروان بالشَّام.

كُثَيِّر في مصر:

خرج كُثَيِّر إلى مصر وعزَّة بالمدينة فاشتاق إليها فقام إلى بغلة له فأسرجها وتوجه نحو المدينة لم يعلم به أحد، فبينا هو يسير في التيه بمكان يقال له فيفاء خريم إذ هو بعير قد أقبلت من ناحية المدينة في أوائلها محامل فيها نسوة وكُثَيِّر متلثِّم بعمامة له وفي النسوة عزَّة فلما نظرت إليه عرفته وأنكرها فقالت لقائد قُطارها (٤): إذا دنا منك الراكب فاحبس: فلما دنا كُثَيِّر حبس القائد القطار فابتدرته عزَّة فقالت: من الرجل؟ قال: من الناس. قالت: أقسمتُ؟ قال: كُثَيِّر.


(١) الأغاني ٩/ ٣٣، ٣٤، ٣٥.
(٢) الأغاني ٩/ ١٣.
(٣) سراقة البارق من ظرفاء وشعراء أهل العراق (الأغاني ٩/ ١٣)
(٤) القطار: القافلة من الجمال.

<<  <  ج: ص:  >  >>