للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بما كنت إذْ ميلاء ميلاء والنوى … جميع وشعب الدار لم يتقسم

كما يتمنى من تمنى ولا أرى … ليانا من الدنيا لحي بأنعُمِ

فإن يخل من ميلاء ربع فما خلا … بنات الحشا من حبها المتنمنم

ولا عدلت ميلاء منذ تباعدت … بها الدار من بكر ولا ذات قيم

شعوف بَرِيَّا المسك تشفي من الجوى … ومن يرها لا يشتكي السقم يسقم

رداح المُردَى في اعتدال كأنها … صريمة رمل نطقت خوط ساسم

تلوث خمار القز في غير لبسة … عفت والمسدى من يمان مسهم

بأغيد عمهوج ترى بين .... … .... (١) الا تحمي المنمنم

مقدّا يكاد الطرف يبرق أن يرى … مناظر منه حرة المتوسم

إذا ضحكت لم تنتهر وتبسمت … عن ألمى وعن ذي فلجة لم يُثلَّم

له مائج يجلو القذى عن متونه … من الضرو أو عود الأراك المقوم

وداوية قفر يُغنِّي بها الصدى … غناء حمام الأيكة المترنم

سرينًا بها من حُب ميلاء بعدما … بلونا علالات المطي المُخزم

لندنو من ميلاء أو نعقب الذي … قضينا فَنُجزى يوم بوس بأنعُم

صحا من نصابي من لداتي وحبها … شريك المنايا سميط باللحم والدم

[٢٦ - عبد الله بن الدمينة الأكلبي]

هو عبد الله بن عبيد الله، أحد بني عامر بن تيم بن مبشر بن أكلب بن ربيعة (٢)، شاعر بدوي لم تسعفنا مصادر الأدب والتاريخ عن ولادته بشيء، ولعله ولد في البادية جنوب الحجاز في بلاد قومه، فهو من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية، كانت وفاته في بلاد قومه نحو ١٨١ هـ، وقيل ١٨٢ هـ، حيث اغتاله مصعب بن عمرو السلولي ثأرا بأخيه مزاحم وهو عائد من الحج في تبالة وقيل في سوق العبلاء. وكان ابن الدمينة بدويا فصيحا فارسا شجاعا اكتسب من صحراء البادية التي يعيش فيها قساوتها وصلابتها فظهر ذلك واضحا في شخصيته القوية وشجاعته النادرة. فنراه في لحظة واحدة يقتل خصمه وزوجه وفلذة كبده دون أي تردد، ومع هذه الشجاعة والغلظة نجد ابن الدمينة كريم النفس، طيب السجية،


(١) لم يستطع المحقق قراءته.
(٢) الأصفهاني "الأغاني"، ج ١٥، ص ١٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>